أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس انه سينضم الى المنظمات الدولية بما فيها محكمة الجنايات الدولية فوراً في حال رفض مشروع القرار الفلسطيني الذي سيقدم الى مجلس الأمن هذا الشهر، وجدد التحذير من مغبة تقسيم المسجد الاقصى، مشيراً الى ان ذلك سيقود الى حرب دينية، واتهم حركة «حماس» ب «تدمير» المصالحة الفلسطينية وارتكاب التفجيرات ضد «فتح» في غزة. وقال عباس، في كلمة ألقاها في مهرجان اقيم في رام الله أمس احياء لذكرى مرور عشرة أعوام على رحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات: «نعد العدة للحصول على قرار من مجلس الأمن يضع سقفاً زمنياً لإنهاء الاحتلال. هذا الشهر قررنا أن نذهب إلى مجلس الأمن، وإذا لم يحصل ذلك فسنوقّع على جميع المنظمات الدولية الأممية من معاهدة روما ومحكمة الجنايات الدولية، كي نحمي شعبنا». وقال عباس ان القرار الذي حصل عليه الفلسطينيون عام 2012 اقر بأن الارض المحتلة عام 1967 هي أرض فلسطينية وليست ارضاً متنازعاً عليها كما تدعي إسرائيل. وأكد انه ماضٍ في معركته الدولية الرامية الى انهاء الاحتلال عن ارض دولة فلسطين ضمن سقف زمني يحدده العالم. وجدد عباس تحذيره قادة اسرائيل من تقسيم المسجد الاقصى كما فعلوا مع الحرم الابراهيمي. وقال: «يخطئ قادة إسرائيل خطأ جسيماً إذا اعتقدوا أن التاريخ يمكن أن يعود إلى الوراء، وأنهم يستطيعون اليوم فرض الأمر الواقع، وتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً، كما فعلوا في غفلة من الزمن بالحرم الإبراهيمي في الخليل». وأضاف: «وسيتراجعون عن هذه الخطوة أيضاً، لأنهم بأفعالهم هذه يقودون المنطقة والعالم إلى حرب دينية مدمرة، فلا العالم الإسلامي ولا العالم المسيحي سيقبل في يوم من الأيام المزاعم الإسرائيلية بأن القدس لهم. لن يقبل أحد، مسلماً كان أم مسيحياً، أن تكون القدس إلا عاصمة لدولة فلسطين». وحض عباس الفلسطينيين على الرباط في المسجد الاقصى وحمايته. وقال ان «القدس هي عاصمتنا، ولا تنازل عنها. القدس التي احتلت عام 67 هي قدسنا وعاصمتنا، وسنحافظ عليها ونحمي مقدساتها. كلنا مرابطون مع أبناء القدس، أولئك الأبطال من مسلمين ومسيحيين في وجه الاقتحامات والاعتداءات اليومية لغلاة المتطرفين وحماتهم من قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي». وحمل عباس بشدة على حركة «حماس» متهماً اياها بالوقوف وراء التفجيرات التي استهدفت بيوتاً وسيارات لقادة حركة «فتح» في قطاع غزة، ومنع اقامة مهرجان احياء ذكرى رحيل ياسر عرفات. وذهب عباس الى حد اتهام «حماس» ب «تخريب المشروع الوطني» و «التنسيق» مع اسرائيل لمنع اقامة مهرجان عرفات ولمهاجمته شخصياً. وقال ان التصريحات التي تهاجمه من الجانبين من اسرائيل ومن «حماس» تصريحات واحدة. وقال عباس «يسألون عمن ارتكب جريمة تفجير منازل قادة فتح غزة. الذي ارتكبها هم قيادة حركة حماس وهي المسؤولة عن ذلك. ولا اريد تحقيقاً منهم»، ولفت الى ان «حركة حماس تقول ان هذه التفجيرات من جماعة منفلتة. ولا ادري كيف يقع 15 انفجاراً في خمس دقائق ولا تعرف عنهم حماس». وكانت حركة «فتح» أعلنت انها ستلغي مهرجان تأبين عرفات الاحد بعد ان اعتذرت حركة «حماس» عن «تأمين» الاحتفال. وبحسب عباس «أعلنوها صراحة انهم لا يريدون هذا الاحتفال. ولكن الجماهير تزحف هنا اليوم الى رام الله والى غزة رغم انفهم». وأضاف ان «الذي يقوم بهذه الاعمال لا يريد مصالحة، ولا يريد وحدة وطنية». وتوترت العلاقة بين «حماس» و «فتح» في الأيام الأخيرة بعد ان فجر مجهولون عبوات ناسفة امام اكثر من عشرة منازل لقادة في «فتح» في قطاع غزة الجمعة ما ألحق بها اضراراً مادية من دون وقوع اصابات، كما وقع انفجار آخر في منصة اقامتها حركة «فتح» في ساحة «الكتيبة» غرب مدينة غزة لمراسم احياء الذكرى العاشرة لوفاة عرفات. وطمأن عباس أهالي قطاع غزة بأن إعادة إعمار قطاع غزة تقف على رأس اولوياته.