طغت الاتهامات بالتضليل والكذب على الخطاب السياسي بين رام اللهوغزة أمس، ما وضع اتفاق المصالحة الوطنية الأخير في مهب العاصفة، وقدّم هدية بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية المأزوم، الذي كان خيّر رئيس السلطة محمود عباس بين السلام مع (إسرائيل) و"حماس". فقد اتهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حركة حماس "بتدمير" المصالحة وارتكاب عمليات التفجير التي استهدفت مصالح لحركة "فتح" في غزة. وقال في خطاب رام الله لإحياء الذكرى العاشرة لوفاة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات "يسألون عن الذي ارتكب جريمة تفجير منازل قادة فتح غزة؛ الذي ارتكبها هم قيادة حركة حماس وهي المسؤولة عن ذلك ولا أريد تحقيقا منهم". وتوترت العلاقة بين "حماس" و"فتح" في الأيام الأخيرة بعد أن فجر مجهولون عبوات ناسفة أمام أكثر من عشرة منازل لقادة في "فتح" في قطاع غزة الجمعة ما الحق بها اضرارا مادية بدون وقوع اصابات، في واقعة هي الاولى من نوعها. كما وقع انفجار آخر في منصة أقامتها حركة "فتح" في ساحة "الكتيبة" غرب مدينة غزة لمراسم احياء الذكرى العاشرة لوفاة عرفات. وبحسب عباس فان حركة "حماس" تقول "إن هذه التفجيرات من جماعة منفلتة ولا أدري كيف يقع 15 انفجاراً في خمس دقائق ولا تعرف عنهم حماس". وكانت حركة "فتح" أعلنت إلغاء مهرجان تأبين عرفات الأحد بعد أن اعتذرت حركة "حماس" عن "تأمين" الاحتفال. وبحسب عباس "أعلنوها صراحة انهم لا يريدون هذا الاحتفال ولكن الجماهير تزحف هنا اليوم الى رام الله والى غزة رغم أنفهم". وأضاف أن "الذي يقوم بهذه الأعمال لا يريد مصالحة، ولا يريد وحدة وطنية". من جانبها، ردت حركة "حماس" باتهام عباس بالكذب وحركة "فتح" باصطناع التفجيرات في غزة. وقال المتحدث باسم الحركة مشير المصري لوكالة "فرانس برس" "إن خطاب عباس امتلأ بالأكاذيب والمغالطات والتضليل والشتائم ويدل على فئويته وحزبيته" موضحاً ان الشعب الفلسطيني "بحاجة الى رئيس شجاع". -على حد تعبيره- واتهم المصري "فتح" بأنها "اصطنعت هذه التفجيرات في غزة لمحاولة إقحام حركة "حماس" بفشل تنظيم المهرجان والتغطية على أزمة خلافاتها الداخلية من خلال سياسة الاتهامات المرفوضة ل"حماس". وقال المصري وهو نائب في المجلس التشريعي الفلسطيني "إننا في حماس قلقون على المصالحة بعد هذا المغالطات ولكن نأسف أن نتحدث عن رئيس وضع نفسه في موقف حرج بخطابه الحزبي والفئوي وحول المهرجان من وفاء للرئيس عرفات الى مهرجان كله شتائم وسب واتهامات". وبحسب المصري فإن عباس "يحاول ابتزاز قطاع غزة كله في ملف إعادة الإعمار بربط التفجيرات بإعادة الإعمار لأسباب حزبية ضيقة لم يسبق للاحتلال استخدامها"، وتابع ان "ما جرى من تفجيرات في غزة امتداد لأزمات فتح الداخلية التي تعانيها".