تتوافد مجموعات كبيرة من حجاج شرق آسيا على كورنيش محافظة جدة خلال هذه الأيام بعد أداء مناسك الحج، والتوجه إلى المسجد العائم «مسجد الرحمة» على ضفاف البحر، وينتظر أنور وزوجته الوفود الإندونيسيين بجوار المسجد في انتظار طلائع الحجاج. عبادة ثم وهم وأساطير يعيشها الإندونيسيون يقول قائد حافلة إحدى الحملات عبدو أبو عرب «يدفع الإندونيسيون أجراً أعلى من الحملات الأخرى بشرط أن تضاف إلى برنامج زيارتهم للمشاعر رحلة تنزه وتسوق تبدأ من المسجد العائم في أقصى شمال كورنيش جدة ومن ثم المرور على ميدان الدراجة وسط جدة، ومسجد الجفالي في البلد المعروف بمسجد «القصاص» وهو القريب من مقبرة أمنا حواء». ويتحدث سافي ساراتي من جنسية إندونيسية عن رفاقه في الحملة وهو مترجم وسائق إحدى الحافلات التي تنقل الحجاج: «يعتقد الكثير من الجحاح الإندونيسيين أن هذا المسجد مكان يذكرهم بقصة النبي موسى يظنون أنه أُلقي في هذا البحر وحفظه الله من اليم في الصندوق». ويضيف قائد حافلة أخرى، «مرورنا بميدان الدراجة هو السر الذي لم أكتشفه إلا في الأعوام الأخيرة، ويأتي الإندونيسيون وفي أذهانهم أن هذه العجلة هي عجلة أبينا آدم عليه السلام، ولو نعود بشريط الذكريات فسنتذكر تجمعهم في أعوام مضت والتقاطهم الصور التذكارية». يقف السيد أنور وزوجته ويحمل في يده عبوة مليئة بالتمر الذي يحصده من نخلته الخاصة داخل فناء منزله ليقدمه إلى الحجاج، ويتحدث الإندونيسية اكتساباً من ترددهم على مدى مواسم الحج والعمرة.