توقعت مجلة «فوربس» الأميركية أن تتحول الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، إلى أكبر مركز مالي في أفريقيا، من خلال فتح فروع لمئات الشركات والمؤسسات المالية في «القرية المالية» التي تُبنى في منطقة آنفا وسط المدينة. وأشارت إلى أن مشروع «كازابلانكا فينانس سيتي» سيرى النور قريباً، وسيمكن منطقة غرب إفريقيا ووسطها وشمالها من التمويلات الضرورية للاستثمارات المختلفة التي تحتاج إليها القارة السمراء، التي ظلت تحقق نمواً سنوياً يقدر متوسطه بنحو خمسة في المئة، وهي النسبة الثانية في معدلات النمو بعد آسيا. ولفتت المجلة إلى أن عدداً من المصارف الكبرى في نيويورك سيفتح فروعاً في المركز المالي الدولي في الدار البيضاء، ومنها «غولدمان ساكس» و"جي بي مورغان» و"سيتي غروب». كما تعاقدت شركات مالية من الإمارات على فتح فروع في الدار البيضاء. وسيتولى «المركز المالي» في لندن تقديم الدعم التقني والخبرة اللوجستية لمشروع المركز المالي المغربي الجديد. واعتبرت المجلة الأميركية أن عوامل موضوعية تقف وراء اختيار المغرب ليكون القطب المالي لأفريقيا وجنوب البحر المتوسط، منها الموقع الجغرافي والاستقرار السياسي والاجتماعي، والانفتاح الاقتصادي على الاتحاد الأوروبي وارتباطه باتفاق شراكة مع الولاياتالمتحدة وكندا، واتفاق التعاون الاستراتيجي مع دول الخليج العربي، وعلاقات التاريخ والثقافة مع إفريقيا جنوب الصحراء. ووفق المجلة فإن المغرب هو «أكثر دول الربيع العربي استقراراً وتقدماً وتطوراً في المجالات السياسية والمؤسساتية والحقوقية والاقتصادية، ما يجعل منه رهاناً لمستقبل أفريقيا الفرانكفونية». ويقع المركز المالي الدولي في منطقة آنفا، التي شهدت اجتماع الحلفاء في الحرب العالمية الثانية والذي ضم الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، والجنرال شارل ديغول عام 1943، إلى جانب السلطان محمد الخامس. وتعتقد المصادر أن رمزية المكان تعكس المكانة الدولية التي كانت تتمتع بها الدار البيضاء كمدينة لمساندة الحرية الإنسانية. وتوفر المدينة 20 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في المغرب ويقطنها أكثر من خمسة ملايين شخص، ويتواجد فيها 48 في المئة من المؤسسات المالية والشركات الصناعية والتجارية، وتضم ثلاثة آلاف شركة دولية.