أعلنت «حركة الشباب» الإسلامية الصومالية المرتبطة ب «القاعدة» مسؤوليتها عن هجوم نفذه أمس انتحاري داخل مطعم في مدينة بلدوين بوسط الصومال يرتاده جنود محليون وأجانب أسفر عن مقتل نحو 16 شخصاً وإصابة العشرات. وقال أحد قياديي الحركة في مدينة بولابورد المجاورة الشيخ محمد أن «الهجوم شنه أحد المجاهدين وقد تمكن بفضل الله من قتل العديد من الأعداء بينهم جنود إثيوبيون وجيبوتيون». وقال سياسي محلي يدعى ضاهر أمين جيسو لوكالة «رويترز» عبر الهاتف من بلدوين أن ما لا يقل عن 16 شخصاً قتلوا وأصيب 33، لافتاً إلى أن «العدد الإجمالي للقتلى قد يرتفع». وقال الشاهد محمد اسلو علي في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» إن «الأمر كان رهيباً، تمكنت من تعداد 12 جثة يعود بعضها إلى جنود إضافة إلى عدد كبير من الجرحى». وروى شاهد آخر هو حسين علي أن «المطعم كان مكتظاً حين فجر الانتحاري نفسه. سقط قتلى كثيرون بينهم مدنيون». وعادة ما يرتاد المطعم المذكور عسكريون وخصوصاً جنود إثيوبيين وجيبوتيين من قوة الاتحاد الأفريقي في الصومال وصوماليين يتمركزون جميعاً في بلدوين. وقال الشيخ عبد العزيز أبو مصعب المتحدث باسم العمليات العسكرية لحركة الشباب: «هدفنا الرئيسي هو قوات إثيوبيا وجيبوتي التي غزت بلدنا. كانوا يوجدون هناك». وذكر أن عدد قتلى الهجوم 25 شخصاً بينهم أفراد من قوات إثيوبيا والصومال وجيبوتي. ولم ترد أنباء مستقلة عما إذا كانت الخسائر البشرية الناجمة عن الهجوم تتضمن جنوداً أجانب. وقال رشيد عبدي المحلل المتخصص في منطقة القرن الأفريقي: «الشباب يبعثون برسالة بأنهم يملكون الإرادة والقدرة على تنفيذ هذا النوع من الهجمات. إنهم يرسلون رسالة أيضاً بأنهم يسيطرون على رقعة جغرافية واسعة». وتعليقاً على هجوم أمس قال عبد الرحمن عمر عثمان المتحدث باسم الرئيس الصومالي حسن شيخ محمد «استهدف الهجوم الانتحاري عن عمد زعزعة استقرار المدينة. وهذا أمر لن نتهاون معه ولن يوقف خطتنا لإقامة حكومة محلية في المنطقة». وفي حزيران (يونيو) 2009، قتل عشرون شخصاً بينهم وزير الأمن الصومالي في بلدوين جراء انفجار قنبلة في فندق. وقد تبنى المتمردون الإسلاميون الشباب هذه العملية أيضاً. يذكر أن قوات صومالية وأفريقية طردت قبل أكثر من عام مقاتلي الشباب من بلدوين، القريبة من الحدود الإثيوبية وتبعد 300 كلم شمال العاصمة مقديشو. وبتدخلها في الصومال، تمكنت القوة الأفريقية التي تعد حالياً حوالى 17700 عنصر بتفويض من الأممالمتحدة، من صد أعضاء «حركة الشباب» الذين سيطروا على أبرز مدن البلاد. لكن المجموعات الإسلامية لا تزال تسيطر على أجزاء واسعة في جنوب الصومال وكثفت من هجماتها في الفترة الأخيرة.