يشهد طريق الدمام – الخفجي الدولي المؤدي إلى الكويت، في نهاية كل أسبوع، تجمعات لسيارات شبابية، يُقدر عددها بنحو مئتي سيارة، لممارسة التفحيط والاستعراض بالسيارات. ويختار الشبان منطقة تقع بين ثلاث محافظات في المنطقة الشرقية، وهي النعيرية والخفجيوالجبيل، وتحديداً في المنطقة الواقعة بين كوبري أبو حدرية، وكوبري مفرق الساجي، وبخاصة عند مفرق رأس الخير (رأس الزور سابقاً) ومحطة البترول الواقعة هناك، لعقد تجمعات شبابية، ويقومون بإغلاق الطريق الدولي، وممارسة التفحيط، ما يثير استياء المسافرين على الطريق. ويختار الشبان هذه المنطقة لبعدها عن الجهات الأمنية والرقابية، وكونها في موقع يعتبر منطقة فاصلة بين ثلاث محافظات، ما يُسهل الإفلات من الجهات الأمنية، ففي حال أتت إليهم جهات أمنية من الجبيل، يتحركون باتجاه الخفجي، أو النعيرية. ويكررون الأمر ذاته لو أتت إليهم الدوريات من المحافظتين الأخيرتين، لثقتهم أن الجهات الأمنية لن تتجاوز حدودها الإدارية. كما يقوم الشبان بإغلاق أحد المسارين في الطريق الدولي، لممارسة التفحيط عليه، إذ تتجمع نحو مئتي سيارة شبابية، بعد ان تغيرت أشكالها، سواءً بتركيب «الهدرز» أو اللاصقات الملونة على صندوق السيارة. فيما يقوم بعضهم بمضايقة عابري الطريق، وبخاصة العوائل، وشكا مارة في الموقع، برفقتهم عوائلهم من سماعهم ألفاظاً نابية وغير أخلاقية من هؤلاء الشبان. وقال شافي الدوسري، الذي يسكن محافظة الجبيل، وأحد المسافرين على الطريق: «إن الوضع الحالي غير مقبول، فلا يمكن تصور طريق دولي، يغلقه مراهقون، لممارسة التفحيط والتحرش في المسافرين»، مضيفاً ان «بعض المسافرين، وبخاصة من يستقلون سيارات من ذات الدفع الرباعي، يفضلون السير في الصحراء، بعيداً عن الأسفلت، لتلافي مصادفة هؤلاء الشبان، وتحمل الأذى الصادر منهم. على رغم خطورة تصرفهم، إذ سيكونون عرضة للضياع أو دفن إطارات سياراتهم في الرمال». وأشار إسماعيل الشمري، إلى أنه «حتى عامل المحطة لم يسلم من أذى هؤلاء الشبان، فعند تعبئة مركبتي بالوقود، كان يشكو من أنهم قاموا بكسر باب السوبر ماركت في المحطة»، مضيفاً ان «المنظر غريب جداً، ما يجعل المسافر يتساءل: أين دور الجهات الرقابية والأمنية؟ لماذا لا توضع نقطة أمنية، تدعم بكوادر مخصصة لفض تجمعات الشبان، والمحافظة على أمن المسافرين، لأن الموقع يعتبر مثلثاً تتم تغطيته من ثلاث محافظات، أو تقوم فرق البحث بتسجيل لوحات سيارات المتجمعين، ووضع نقاط لهم على الطريق العام، ومن ثم القبض عليهم، وتطبيق أشد العقوبات في حقهم، بحيث يكونون عبرة لغيرهم من الشبان الطائشين». وأبدى سعود فهد القادم برفقة عائلته من دولة الكويت، استغرابه مما شاهده في التجمع الشبابي، بقوله: «هل يعقل ما يقوم به هؤلاء الشبان، على طريق دولي من تصرفات غير عقلانية؟!»، مضيفاً ان «أول ما شاهدته كان أنوار السيارات وتجمع عدد كبير من السيارات، فتوقعت وقوع حادثة شنيعة؛ لكن عندما اقتربت من الموقع، وجدت مئات السيارات والشبان الطائشين، يقومون بالتفحيط وإثارة الفوضى، وإغلاق الطريق، وجعل المسافرين، وبخاصة الذين لا يعرفون التصرف، ينزلون من الطريق، فيما كانت هناك سيارات صغيرة لا يستطيع قائدها السير بها في الصحراء، ما يضطره إلى التوقف، حتى يجد له مخرجاً من بين هؤلاء الشبان. ولحسن حظي كانت سيارتي من ذات الدفع الرباعي، ومعي عائلتي. فلما لاحظت الوضع نزلت من الطريق، وسرت في الصحراء، حتى ابتعدت عن الموقع، ومن ثم عدت إلى الطريق الدولي».