تضاربت الأنباء حول تسجيل أول حالة وفاة ب«المخدرات الرقمية» في السعودية، وبدت تصريحات أربع جهات رسمية «متناقضة»، على رغم أن ثلاثاً منها تحت سقف وزارة الصحة. فيما لم تستطع الوزارة تأكيد المعلومة أو نفيها، بحجة «كثرة المستشفيات». وأكد مجمع الأمل للصحة النفسية، المتخصص في علاج الإدمان، عدم جاهزيّته لعلاج مثل هذه الحالات. فيما اكتفت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ب«تهوين» الأمر، لافتة إلى إمكان استخدام «المخدرات الرقمية» كعلاج للاكتئاب. أما وحدة الطب النفسي في مستشفى الملك فهد في جدة، فأوضحت أنه «لا يمكن معرفة سبب الوفاة، إن كان من إدمان هذه المخدرات، أم من الأعراض المصاحبة له». وتناقلت الأوساط السعودية خبراً عن تسجيل أول حالة وفاة جراء تعاطي «المخدرات الرقمية»، على رغم أن المملكة رفعت مستوى التأهب منذ الأسبوع الماضي، للحدّ من وصول هذه المخدرات إلى المجتمع عبر الإنترنت، إلا أن وزارة الصحة أقرت بعجزها عن إمكان الوصول إلى معلومة من هذا النوع في وقتٍ قياسي. ورفضت الوزارة الاستعجال في تأكيد الخبر من عدمه، بسبب «كثرة المستشفيات والمراكز الصحية». وقال المتحدث الرسمي للوزارة الدكتور خالد مرغلاني ل«الحياة»: «ليس من السهل الإبلاغ عن حالة الوفاة»، مشيراً إلى وجود 20 منطقة صحية، فيها 284 مستشفى، بجانب مراكز صحية عدة. بدوره، قال مستشار الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الاستشاري النفسي الدكتور نزار الصالح ل«الحياة»، إن «المؤثرات الصوتية الرقمية تعتبر من التقنيات القديمة - الجديدة، التي تعتمد على إصدار ذبذبات صوتية لكلتا الأذنين بترددات مختلفة، بهدف التأثير في المتلقي المستمع، واستخدام سماعات خاصة للأذنين». فيما قال مدير مجمع الأمل للصحة النفسية في الدمام الدكتور محمد الزهراني ل«الحياة»: «لم نستقبل أي حالة». ولفت إلى أن الاستعدادات «غير موجودة حتى الآن»، موضحاً أن ذلك يحتاج إلى «معلومات، وذلك لم يصلني شخصياً»، لافتاً إلى أنهم لم يبلّغوا عن تأثيرات هذا النوع في الدماغ، وكيفية العلاج منه. (راجع ص7) وأوضحت رئيسة وحدة الطب النفسي في مستشفى الملك فهد في جدة الخبيرة الدولية للأمم المتحدة في علاج الإدمان الدكتورة منى الصراف، أن «الجزم بوفاة أية حالة تعرضت إلى الإدمان بنوع من أنواع المخدرات الرقمية صعب». ولفتت إلى أنه لا يمكن معرفة أسباب الوفاة إن كانت من الإدمان ذاته، أو من الأعراض التي صاحبت المدمن من تشنّجات أو صرع.