«منى»، «عرفه»، و «مزدلفه»، اختار الله لها أن تحيا ستة أيام من كل عام، فما إن يؤذن بالحج الركن الخامس للإسلام، حتى يتهافت الناس من مختلف بقاع الأرض، بمختلف الألوان، الطبقات، واللغات، ملبين لهذا النداء الرباني العظيم، لأداء فريضتهم، وما إن يبدأ الزمان في طي الأيام، حتى يهم مئات الألوف من أبناء آدم بالرحيل، تاركين خلفهم ذكريات لاتنسى، ومواقف لا تحصى، وشوقاً للعودة إليها في العام المقبل. «الراحلون من منى تختلط مشاعرهم بين الرحيل المفرح إلى بلدانهم واللقاء بأبنائهم وأسرهم، والوداع المحزن لأطهر بقاع الأرض، لا يعزيهم سوى رحيل المشاعر معهم في «أعينهم» و«قلوبهم»، إذ ستعود المشاعر مهجورة بعد أن يغادرها أصوات الدعاء، دموع المصلين، وروحانية القلوب، فلا تشرق شمسها أو تغرب على أي أحد من البشرية.