للسفر سبع فوائد، أما في قاموس الحجاج القادمين من آخر بقاع الدنيا فالأمر يختلف فقد كسروا هذه القاعدة؛ لأن السفر إلى مكة لأداء الحج يحمل لهم فوائد ومنافع تتجاوز الأرقام وتتعدى حدود المقولات أو التجارب في رحلات السفر الأخرى، وتنعكس آثاره الإيجابية على النواحي الدينية والنفسية والاجتماعية والتجارية، وغيرها من مناحي الحياة فيضيف إليهم جوانب إيجابية ستظل خالدة في ذاكرتهم وعامرة في وجدانهم. “شمس” سلطت الضوء على تلك المنافع من خلال آراء لضيوف الرحمن وهم يعيشون الأيام الأولى لأداء فريضة الحج. من المغرب، يؤكد عدد من الحجاج، أن في الحج فوائد لا تعد ولا تحصى؛ إذ يقول الحاج عبدالعزيز عبدالله: “إن رحلتهم إلى المشاعر المقدسة تعد أعظم رحلة في التاريخ، والسفر إلى مكة يتضمن السفر إلى أطهر بقاع الأرض، ففيه من الفوائد الكثيرة ما لا يستطيع العقل أن يحصيها؛ ففيه التعرف إلى مواقع المشاعر المقدسة، مثل: منى، عرفات، جبل الرحمة، مزدلفة، الطواف بالبيت العتيق وأداء فريضة الحج، والتعرف على إخوان لنا من دول أخرى والتوجه لله لغفران الذنب والدعاء لإخواننا وأسرنا وتوثيق رحلتنا في كتيب أعددناه لذلك، والتوحد فيما بين المسلمين لأداء المناسك والفرحة العظيمة بأداء العيد في المشاعر المقدسة، والتعرف على هذا البلد وشراء الهدايا للأهل والأصدقاء”. من جهته، أكد حاج قادم من إندونيسيا، أن للحج فوائد عظيمة وقد وثَّق بكاميرا خاصة صورا طلبتها أسرته، وقد صور حمام الحرم الذي كانوا يقرؤون عنه ويشاهدونه في التلفاز فقط بحسب كلامه وكذلك سعد كثيرا وهو يشاهد منظر الكعبة المشرفة، مشيرا إلى أنه أروع مشهد شاهده في حياته ولن ينزاح من ذاكرته، وقال: إنه “ينوي شراء كتيبات عدة وصور للأماكن المقدسة وتحف تخص التراث السعودي”. من جهته، أكد موسى أحمد، تونسي مقيم في فرنسا، أن للحج فوائد لا تعد ولا تحصى تجعل الشخص يستفيد منها ويتلذذ بما وجده في هذه الرحلة مدى حياته، فبمجرد دخوله إلى مكةالمكرمة شعر براحة نفسية وروحانية عظيمة ظلت تأسر تفكيره، وأوضح، أنه قدم مع أسرته وشعروا جميعا بتواصل اجتماعي رائع مع زملائهم من الحجاج من جنسيتهم نفسها، وتجلت أواصر تقارب ومحبة بين الجميع منذ وصولهم أرض المطار، مضيفا أنه وأسرته كسبوا في هذه الرحلة مكسبا عظيما ومنافع، واستشهد بما تضمنه القرآن من منافع للحج. من جهته، أكد الدكتور أبوبكر باقادر وكيل وزارة الإعلام عالم الاجتماع ل“شمس”، أن للحج منافع عظيمة على الجوانب الدينية والاقتصادية والنفسية والاجتماعية، وقال: “إن الحج مناسبة مهمة وكبرى للاستثمار في هذه الجوانب، ومردوده عظيم جدا فيتعرف الحاج على معالم المشاعر المقدسة ويستشعر أهمية الوحدة الإسلامية والتواصل الاجتماعي في أدائه للمناسك، ومن ثم ينعكس إيجابا على صحته النفسية، ويكتسب الحاج خبرة عريضة في النواحي المعرفية وتبادل الثقافات بين الشعوب التي تأتي من كل بقاع الأرض، ويعد الحج أهم استثمار في طاقات البشر، بل إن الإنسان الذي يطلق عليه وصف حاج بعد أدائه للنسك يعد خبيرا في مجتمعه في النواحي الاجتماعية ويقدم في بعض الدول عن غيره ويعطى مكانة من نوع خاص؛ كون الحج صقل مواهبه وأضاف إليه أبعادا دينية واجتماعية ومعرفية”.