كشف مسؤول أميركي أن المحققين أوقفوا استجواب نزيه عبد الحميد الريغي (أبو أنس الليبي) المتهم بالضلوع بتفجير كل من سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا العام 1998، ما ادى الى مقتل 224 شخصاً. وأشار إلى أن الأخير نفذ إضراباً عن الطعام والشراب خلال نقله على متن سفينة «سان أنطونيو» التابعة للبحرية الأميركية من ليبيا، حيث اعتقل في الخامس من الشهر الجاري، ما فاقم مشاكله الصحية التي استدعت إدخاله مستشفى في نيويورك لمدة 3 أيام لتلقي علاج من التهاب الكبد وانتفاخ الشرايين. جاء ذلك بعد ساعات على دفع «أبو أنس» (49 عاما)، ببراءته من التهم الموجهة إليه أمام محكمة في نيويورك، ما جدد الجدل حول سرعة إحالة مشبوهين بالإرهاب على محاكم فيديرالية أميركية، في وقت طالب أعضاء جمهوريون في الكونغرس بنقل المتهم إلى قاعدة غوانتانامو العسكرية في كوبا. وأعلن مسؤول أميركي أن المحققين لم ينجحوا في الحصول على معلومات استخباراتية من «أبو أنس»، موضحاً أنه بات استجواب المتهم متعذراً من دون إبلاغه حقوقه الدستورية بعد دخوله الى الولاياتالمتحدة وخضوعه لقوانين النظام القضائي الأميركي، ما يعني تجنبه الإدلاء بمعلومات قد تورطه. وكانت واشنطن أعلنت لدى اعتقال «ابو انس» أنه سيبقى أسابيع على متن السفينة «كي يستخلص المحققون منه أكبر مقدار من المعلومات عن مخططات عمليات القاعدة، باعتباره عضواً بارزاً في التنظيم، وحلقة الوصل بين جماعات متشددة في ليبيا وشمال أفريقيا وزعيم التنظيم ايمن الظواهري». لكن بول بيلار، المحلل السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي)، قال إن «اعتقال الليبي لم يهدف إلى جمع معلومات استخباراتية وإحباط خطر آني، بل الاقتصاص من تورطه بتفجيري كينيا وتنزانيا». ويشكك مسؤولون أميركيون وخبراء مكافحة الإرهاب في حجم الدور الذي يضطلع به خبير المعلوماتية الليبي في نشاطات «القاعدة»، خصوصاً بعد خفض واشنطن مكافأتها لمن يدلي بمعلومات تقود إلى اعتقاله من 25 مليون دولار بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 إلى 5 ملايين. وفي تقرير أعدته العام الماضي بالتعاون مع جهاز البحوث في الكونغرس، وصفت وحدة مكافحة الإرهاب في البنتاغون «أبو انس» بأنه «خبير استخبارات دربته القاعدة، وكلّفه الظواهري انشاء شبكة للتنظيم في ليبيا». ورغم إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما الأسبوع الماضي أن المتهم «خطط وساعد في تنفيذ مخطط أدى إلى مقتل مئات من الأميركيين»، لا تضم وثيقة التهم الرسمية الخاصة بتفجير السفارة الأميركية في كينيا (150 صفحة)، سوى ثلاث فقرات تتحدث عن الليبي. وخلال مثوله أول من أمس أمام القاضي الأميركي لويس كابلان الذي تلا لائحة الاتهامات، وبينها التآمر لارتكاب عمليات قتل وخطف أميركيين والتخطيط لإلحاق أضرار أو تدمير ممتلكات أميركية، تحدث أبو انس الليبي الذي بدا عليه التعب، بصوت خافت مؤكداً اسمه وعمره وأنه يفهم الإجراءات. وأكد الادعاء أن «أبو انس يشكل خطراً واضحاً على العامة، والسفر الجوي»، ما دفع القاضي إلى إصدار أمر باحتجازه حتى موعد الجلسة التالية في 22 الشهر الجاري.