يعد المؤلف نادر خليفة واحداً من أبرز مؤلفي الدراما العربية، إذ أثرى الشاشة الصغيرة بأكثر من 50 مسلسلاً ناجحاً، منها «الأشجار تموت واقفة» و«بدر الزمان» و«أحلام صغيرة» و«عائلة فوق تنور ساخن» و»إلى من يهمه الأمر» و«ألف ليلة وليلة» و«للحياة بقية» و«الطير والعاصفة» و«الحنين إلى الماضي» و«البنات» وغيرها. خليفة الغائب عن الساحة منذ قدم آخر مسلسلاته «كارنتينا» لعزت العلايلي ونرمين الفقي عام 2005 يقول ل «الحياة» إن غيابه ليس غياباً بالمعنى المعروف، «توجد ظروف موضوعية تخصني، وأخرى تتعلق بالظروف التي عاشتها مصر أخيراً، وانعكست في شكل واضح على الفن، وتعاقب إدارات غير محترمة على قطاعات الإنتاج الحكومية (قطاع الإنتاج ومدينة الإنتاج الإعلامي وشركة صوت القاهرة). كما سادت الشللية البغيضة، ففقدت مصر ريادتها الدرامية أمام الدراما العربية والمسلسلات التركية والمكسيكية المدبلجة». ويشير إلى «أن ظاهرة النجم الأوحد الذي يحصل على نصف موازنة العمل على حساب بقية العناصر الفنية أفسدت الإنتاج، بدعوى أن النجم يجلب الإعلانات، وهو قول حق يراد به باطل، فأصبحت للنجم دائرة مغلقة من مؤلف خاص أو اثنين، وشركة إنتاج تحتكره وتتحمل شروطه، ومخرج ينفذ طلباته، ولا يصلح لكاتب مثلي له تاريخ من الاحترام والتقدير، أن ينتهي به الحال إلى «ترزي» سيناريوات يفصّل الأدوار بحسب الطلب». وعما إذا كانت البطولات الجماعية، وتحديداً الشبابية يمكن أن تنهي عصر النجم الأوحد، يقول: «الشباب دائماً هم الحاضر والمستقبل، والأعمال التي تتسم بالبطولات الجماعية، إذا كانت متميزة، تخلق من أدوار الممثلين الصغيرة نجوماً للمستقبل، وهو ما حدث في أكثر من عمل لي، قدمت فيها عشرات الوجوه الشابة التي أصبحت نجوماً في ما بعد، ومنهم منة شلبي وغادة عبدالرازق وداليا البحيري وخالد أبو النجا ومحمد رجب وشريف سلامة ومحمود عبدالمغني ورانيا محمود ياسين وداليا مصطفى». وينصح خليفة بالاستعانة بالأدب في الدراما، ويقول: «كتبت مسلسلات عن أعمال أدبية لكتّاب روائيين مصريين وأجانب منها «فرط الرمان» لكمال الشناوي عن رواية لمحمد جلال، و«أزواج وزوجات» لسمية الألفي ومدحت صالح عن رسائل وقصص واقعية لعبدالوهاب مطاوع، و«فلاح في بلاط صاحبة الجلالة» لكمال أبو رية ونرمين الفقي عن رواية لإبراهيم الورداني، و«خطوات بلا طريق» لليلى فوزي عن قصة «دورينمات». ودائماً الأعمال الأدبية تتحول في يد الموهوبين من كتّاب السيناريو الذين يضيفون إليها إلى أعمال متميزة، شرط أن تتوافر لها عناصر وظروف إنتاجية جيدة، وهو ما أثبتته التجربة منذ بداية التلفزيون وإلى الآن». ويرجع تسابق الجميع على عرض مسلسلاتهم خلال شهر رمضان فقط «إلى الإيهام بأن الإعلان يجلبه النجم وكثافة المشاهدة عليه، والترويج بأن ما يقدم من وجبات درامية في رمضان هو من النوع الفاخر، في حين أن المسلسلات الجديدة كانت قبل سنوات قليلة تعرض طول العام وتجذب إعلانات بالمقدار ذاته أو أكثر». ويعزو غزو الدراما التركية إلى سياسة «ملء الفراغ»، ويقول: «غياب الدراما المتميزة، ترك الفراغ للمسلسلات التركية، وهي مثل مسلسلات الصابون الأميركية التي تجذب ربات البيوت وكبار السن من ناحية الموضوعات الرومانسية، وبعض الجرأة في المعالجة، والتي حرمت الرقابة في قطاع الإنتاج وأيضاً التلفزيون الكتّاب المصريين من الاقتراب منها، إلى جانب استنادها إلى حملة دعاية كبيرة مدروسة للترغيب في مشاهدتها، مع تقديمها لنجوم ونجمات بجاذبية وجمال لافتين».