جمع الحاج البنغلاديشي صفة المادح واسم الممدوح، في واحدة من عيون الشعر العربي، التي يقول مطلعها « هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ»، التي قالها الشاعر المشهور الفرزدق، منذ نحو 1200عام، إجابة عن سؤال هشام بن عبدالملك عن هوية من افترقت له صفوف الحجيج توسعة له في الحرم المكي، واصفاً فيها التابعي الشهير زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب. ويؤكد الحاج الشاعر البنغلاديشي المعروف زين العابدين بن ازيد، من مشعر منى بعد أن رمى جمرة العقبة، أنه لن يجد صعوبة في العودة إلى حبك قصائده الشعرية بعد أن قاطعناه بأسئلتنا الصحافية، ذلك أنه يرى في قدسية الحج – باختصار- ما يشبه الزيت الذي يشعل نار قريحته الشعرية، فإن ولى بوجهه كان هناك ما يستثيره شعرياً، بل إنه - كما يزعم- حتى في منامه وعقله الباطن يستحثه على الاستيقاظ لمجرد كتابة القصيدة لا صياغتها والتي هي معدة في أحلام مناماته. المرة الثانية هي التي يؤدي فيها ازيد البالغ من العمر 63 عاماً، فريضة الحج، إذ سبق له أن حج في العام 1996، ليعود بعدها إلى العاصمة البنغلاديشية دكا، ويكتب قصيدة بعنوان « طلب الحج»، من بين أبياتها « نعيش في الحج.. نطوف مراراً حول الكعبة .. وقف الخليل إبراهيم هنا .. نتذكره ونستفيد.. ونعود تائبين»، لكن قريحته الشعرية لا تكاد أن تتقد، سوى في المشاعر المقدسة، موضحاً : «عندما أعود إلى دكا سأكتب قصيدة طويلة عن تفاصيل رحلتي الكاملة، وقصيدة أخرى موضوعها تسخير مناسبة الحج في ترابط دول العالم الإسلامي». قصيدة العيش في الحضارة المثالية، أو حتى جائزة «القلم» التي نالها خلال الأعوام الماضية، على مستوى بنغلاديش يفخر بها ازيد الأب الحاصل على درجة الماجستير في اللغة البنغلاديشية، الفاقد لابنين بسبب وفاتهما، وتبقت له فتاة يرعاها هو وزوجته. يرى آزيد أن ساحة بلاده الشعرية، تأثرت بجملة من البيئات، بينها الأوروبية، والهندوسية، إلا أن الصحوة الإسلامية سيطرت بعد ذلك على النصوص الشعرية، لوجود شعراء بارزين مثل الشاعر نظير إسلام، وفاروق أحمد، إلا أن الصحوة التي دعمتها نصوصهم، عادت تتقلص الآن، لكن يوجد حفاظ على الصبغة الإسلامية في بعض النصوص الشعرية. الساحة الشعرية العربية غائبة عما يطلع عليه آزيد، بسبب عدم معرفته التحدث أو قراءة اللغة العربية، لكنه معجب بشدة بشعر الصحابي حسان بن ثابت، وشاعر عصر الجاهلية امرئ القيس، عندما يعمل على ترجمة بعض نصوصهم من العربية إلى البنغلاديشية.