دعا بطريرك الكلدان مار لويس ساكو الأول المسيحيين في العراق إلى التمسك ببلادهم وعدم الهجرة، ودعا المهاجرين منهم إلى العودة، وقال إن «وجودكم خارج العراق يضر الصامدين داخله». وأوضح البطريرك ساكو، في رسالة وجهها إلى المسيحيين العراقيين أمس، إن «قرانا وبلداتنا في سهل نينوى والعمادية وزاخو وعقرة، وغيرها تشكل قامة تاريخية عظيمة نتلهف عليها حباً وشوقاً». وأضاف «أنتم مشتتون في الأرض، وتعانون الغربة والاغتراب»، وتساءل «ماذا سيبقى منكم بعد 100 أو 200 سنة، وماذا سيبقى من أسمائكم، مثل إيشو ويلدا وشمعون وسركون وزيا وميخو، وما نتيجة غربتكم؟ إنكم ستندمجون لا محالة في محيطاتكم وتذوب أسماؤكم وهويتكم وقوميتكم ولغتكم (...) ومعظمكم يعيش الآن على المساعدات ونحن نعيش بعرق جبيننا، تتكلمون عن بابل العظيمة وآشور الجبارة، من دون أي فائدة». وزاد أن «الانتماء للوطن ليس مجرد شعور، وأن وجود المسيحيين في خارج العراق يضر أولئك الصامدين منهم داخله»، وأكد ضرورة «استمرار المسيحيين بالصمود في العراق وعدم تركه». وتابع: «صحيح أننا لا نعرف المستقبل، لكننا نعرف من نحن وما تاريخنا وهويتنا ولغتنا وطقوسنا وتقاليدنا وجيراننا، لذلك نبقى ملتصقين بأرضنا وناسنا وبمبادئنا وحقوقنا». ودعا المسيحيين المهاجرين إلى «العودة كي نقوى ونبقى ونعمل ونتعاون في بناء الحاضر والمستقبل بالاستفادة من مهاراتكم وخبراتكم»، واعتبر أن «عودة المهاجرين تؤمن للمسيحيين شأناً ومكانة ودوراً في البلاد وتجعل منهم أصحاب القومية الثالثة والديانة الثانية في العراق، وبعكسه سيبقون أقلية لا شأن لها»، وشدد على ضرورة «التمسك بالعراق وعدم تركه (...) وأن المسيحيين الباقين لن يقبلوا أكل الخبز والبصل من أجل تواصل تراثهم وشهادتهم المسيحية. حتى لو غابت عن السماء زرقتها فلا تغلقن النافذة أمام شعاع الأمل». وكان عدد المسيحيين في العراق تراجع بعد الاحتلال الأميركي، من 1.5 مليون إلى نصف المليون، بسبب هجرة عدد كبير وتعرض آخرين لهجمات في عموم المناطق، خصوصاً في نينوى وبغداد وكركوك.