كشفت اللجنة الوطنية للحج والعمرة أنه ليس أمامها في الوقت الراهن سوى رصد المشكلات التي يواجهها أصحاب الحملات والحاج نفسه، والتي تتمثل في تأخير تسليم المواقع للحملات، إضافة إلى عقد ورش عمل والالتقاء مع المسؤولين بوزارة الحج لتخفيف الضغط على الشركات والحجاج. ورصدت «الحياة» خلال جولتها على مخيمات المشاعر المقدسة عدداً من المشكلات التي تواجه أصحاب الحملات، منها ما أفاد به أحد منسقي الحملات (طلحة النهاري) بأن الدخول لمشعر منى أكبر العقبات التي تواجههم، نظراً لاختلاف تعامل الجهات الأمنية وعدم وضوح الآلية التي يتعاملون بها مع العاملين بالحج. وقال إن غالبية أصحاب المخيمات شيدوا دورات مياه ومطابخ على حسابهم الخاص رغم تسلمهم للمواقع في وقت متأخر، ما أثر على ارتفاع السعر على الحجاج داخل الحملات، كون أن أصحاب الحملات يعملون ليلاً و نهاراً للانتهاء من تجهيز المواقع، في حين يقوم بعضهم بالاستئجار من شركات أخرى، ما يضاعف عليهم السعر ، نظراً إلى ضيق الوقت. ويقول مالك إحدى حملات حجاج الداخل (أحمد الشريف) « إن التأخير في تسليمه الموقع المخصص له بتاريخ 22/11/1434ه، والتخصيص لم يعلم به إلا بتاريخ 17/11/1434ه، واستخدم نظام الشرائح بدلاً من النظام القديم الذي تحكمه النسبة المئوية، إذ حصل في العام الماضي على 100 في المئة، واضطر للدخول في آخر الشرائح، في حين حصل غيره على درجة أقل وخدمة سيئة ومنح موقعاً مميزاً، مضيفا: «القرارات كانت مفاجئة كون حملته مخصص لها رسمياً 1500 حاج كان يأخذ منها سابقاً 70 في المئة، لكن لم يمنح هذا العام سوى 481 حاجاً، بينما يفترض أن ياخذ 750 حاجاً بحسب النسبة، ما أثر على أداء الشركة وهامشها الربحي. وبيّن أن التأخير تسبب في الإضرار به بعد أن استأجر طائرة كاملة لنقل حجاج حملته بسعر مرتفع، كونه وصل هذا العام إلى 1200 وأنه لم يسبق الارتفاع عن 600 ريال، ما اضطر إلى بيع بعض المقاعد على شركات أخرى، إضافة إلى معاناتهم من شركات الصيانة المشرفة على المخيمات كونهم يفتقدون الخبرة، كما أن المكيفات المستخدمة ليست على المستوى المطلوب في ظل ارتفاع درجة الحرارة. وأشار إلى أن الوزارة تميزت هذا العام بالتعامل معهم إلكترونياً لاستصدار تصاريح الحج، مطالباً في الوقت نفسه بتطوير التعامل الإلكتروني وتمكينهم من التأكد من عدد الحجاج إلكترونياً بدلاً من تصديقها من الأحوال المدنية أو الحج، مشدداً على أن تأخر تسليم الموقع أربكهم بالتعاميم المتلاحقة التي تصل من الوزارة من خلال الموقع الإلكتروني. وأوضح أن الوزارة تحصل منهم على مبلغ 750 ريالاً عن كل حاج، ويتحملون إعداد وتجهيز مخيماتهم، إضافة إلى نسبة المخاطرة التي يتعرضون لها خلال عملهم في المشاعر ، والتي تفقدهم كل مكاسبهم، مشيراً إلى أن الوزارة لا تنظر إليها وتكرر في كل عام تأخير تسليم المواقع، ولا تعلن تقويم نسبة الأداء مبكراً ليعلم أصحاب الحملات طريقة عملهم في العام الآتي.