قطع المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني الطريق امام الاحزاب والتيارات والكيانات السياسية المزمع مشاركتها في الانتخابات النيابية المقبلة، ومنع استخدام صوره كدعاية انتخابية لاستمالة الناخبين، فيما اكدت تيارات دينية خارج مظلة «السيستاني» ان منع استخدام صور الرموز الدينية في الدعايات الانتخابية لا يُلغي توجهات القواعد الشعبية لتلك التيارات والتصويت لمصلحة مرشحيها. وكشف مكتب السيستاني عن كتاب وجهه الى مجلس محافظة النجف يمنع فيها استخدام صور المرجع في الشوارع والساحات والمكاتب ومنها مكاتب الحكومة المحلية. وجاء في نص الكتاب ان «سماحة السيد دام ظله لا يرضى بهذا الامر ابداً ويؤكد عدم نصب صوره في الاماكن العامة». وقال مقرب من السيستاني في اتصال مع «الحياة» ان «المرجع الذي يغلق ابوابه امام السياسيين منذ سنوات لن يسمح لهم بالمزيد من الاساءة الى المرجعية عبر محاولة استثمار اسمها انتخابياً». وأضاف: «منذ سنوات والسيستاني يوجه برفض رفع صوره، وهذه ليست المرة الاولى التي يراسل فيها لرفع صوره من الساحات والشوارع والمكاتب الحكومية». وزاد: «ندرك جيداً حجم الاستثمار السياسي الذي يحاول بعضهم كسبه من خلال الصور وسلوكيات اخرى، والمرجعية منتبهة الى محاولات من هذا القبيل وما زالت تحتفظ بالمسافة الطبيعية مع الوسط السياسي في العراق». وأكدت النائب عن «كتلة الاحرار» التابعة لتيار الصدر اسماء الموسوي ل «الحياة» ان «السيد مقتدى الصدر كان اصدر توجيهاً منذ شهور برفع جميع صوره من الساحات والشوارع والمكاتب وجدران الدوائر الرسمية وغيرها لتجنب اضفاء صبغة خاصة بهذا المكان او تلك الساحة». وأوضحت: «عدم رفع الصور لا يُلغي قواعدنا الشعبية المؤيدة لقيادات التيار الصدري، بمعنى آخر ان قواعدنا الشعبية لا تحتاج الى رفع صورة الرمز الديني كشعار لهذا المرشح او تلك القائمة لأن جميع من سيشارك بالانتخابات المقبلة من أبناء الخط الصدري معروفون لدى قواعدهم وجماهيرهم لأن تيار الصدر عقائدي له ممثلون في شكل رسمي». وقال نائب عن «القائمة العراقية» رفض الاشارة الى اسمه ان «الاخفاقات والفشل الكبير الذي مرت به العملية السياسية كان نتيجة انحدار المشاركين فيها من حاضنات دينية مؤثرة في الشارع وبالتالي فازوا بأكبر عدد من الاصوات، لكن عندما مارسوا مهامهم كممثلين للشعب او كقيادات في العملية السياسية انكشف فشلهم بسبب جهلهم بأصول العمل السياسي وبالتالي انعكس الامر سلباً على الواقع العراقي». وأضاف: «المفروض هو اصدار قانون يحرم على التيارات الدينية والاحزاب الاسلامية المشاركة بالانتخابات او في العملية السياسية، علماً ان غالبية من حصلوا على مكاسب وظيفية وسلطوية ممن كسبوا تأييد المرجعية بالحقيقة أساؤوا الى مرجعياتهم سواء كانت الدينية او السياسية». يذكر ان اشتباكات عنيفة وقعت بين عناصر من تنظيم «عصائب اهل الحق» وتيار الصدر، قبل شهور بسبب رفع صور المرشد الايراني علي خامنئي في شوارع بغداد».