نشرت مجلة لانسيت العلمية البريطانية أمس تقريراً للخبراء السويسريين الذين حللوا الأغراض الشخصية للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (توفي عام 2004) إذ أكدوا احتمال تعرضه للتسمم بمادة مشعة. وقال الخبراء في معهد لوزان للفيزياء الإشعاعية في التقرير إن «عينات عدة تحتوي على آثار سوائل جسدية (دم وبول وعرق) أظهرت وجود إشعاعات مرتفعة غير مبررة لمادة بولونيوم 210». وكان كشف عن استخدام البولونيوم-210 كسم قاتل للمرة الأولى بعد اغتيال المنشق الروسي الكسندر ليتفينينكو بوضع هذه المادة في فنجان قهوة بلندن عام 2006، واتهمت الحكومة البريطانية الاستخبارات الر وسية بالمسؤولية عن العملية. والبولونيوم قاتل في حال تنشقه أو بلعه أو امتصاصه عبر الجلد، وتدمر الإشعاعات المنبثقة منه جميع الأعضاء العضوية بالتدريج، بدءاً بالكبد والطحال وتؤدي إلى الموت البطيء. وكان الكاتب الإسرائيلي مايكل كاربين ذكر في كتاب نشره في العام 2006 بعنوان «القنبلة في الطابق السفلي» أن أربعة باحثين إسرائيليين توفوا جميعاً بعد إصابتهم في تسرب للبولونيوم حصل في أحد مختبرات معهد فايتسمان العلمي في العام 1957. وكان الاتحاد السوفياتي أول من أنتج هذه المادة التي استخدمت مخففة في مصانع الأقمشة والورق والبلاستيك، قبل أن تتوقف عن ذلك بسبب إشعاعاتها المؤذية.