كشف أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل عن إسهام الخطة الأمنية المحكمة على المشاعر المقدسة في تقليل نسبة المتسللين من الحجاج المخالفين مقارنة مع العام الماضي، مؤكداً أن مشروع تسوير المشاعر نفذ من خلال نقاط أمنية مكثفة على أطراف ومداخل المشاعر المقدسة. وقال الأمير خالد الفيصل في رده على سؤال ل «الحياة» خلال مؤتمر صحافي عقد بمقر الإمارة في مشعر منى أمس، إن المراكز الأمنية التي تم تحديدها على مداخل المشاعر أدت دوراً كبيراً في منع المتسللين والمركبات، مشدداً على نجاح الخطة الأمنية المطبقة في موسم الحج الحالي. وأشار أمير مكة إلى وجود تجاوب كبير مع الحملة التي أطلقتها إمارة منطقة مكةالمكرمة «الحج الصحيح يبدأ بالتصريح»، ودليلها انخفاض حجاج الداخل هذا العام، كاشفاً عن تعاقد وزارة الحج مع شركات عدة لتقديم حج مخفض هذا العام بأسعار تبدأ من 2500 إلى 5000 ريال في إطار سعي الوزارة لإيجاد حلول لمشكلة غلاء أسعار الحملات، مبيناً أنه تم ضبط 85 شركة حج وهمية خلال الموسم الحالي. وأضاف: «الإمكانات التي توافرت لرجال الأمن في المراكز والمنافذ أدت مفعولها، ولا شك أن الأعداد التي تسللت إلى المشاعر تقل بكثير من السنين الماضية، لا أستطيع أن أعطيكم إحصائية الآن، ولكن أعدادهم أقل بالتأكيد من السنوات الماضية». وطالب الفيصل بتطوير الخدمات التي تقدمها شركات الحج للحجاج، وعدم الاكتفاء بتكرارها كل عام، مضيفاً: «بل يجب التطوير سواء في الخدمات التي تقدمها الدولة أم تلك التي تقدمها الشركات، والتي تقع عليها مسؤولية كبيرة في هذا الجانب». وشدد على ضرورة أن يكون هناك تدريب وتأهيل لحجاج بعض الدول من خلال إيضاح أنظمة السعودية وتقاليدها لهم قبل وصولهم إلى السعودية من دولهم «وبالفعل هناك دول حجاجها منظمون، ودول ليست على المستوى المأمول، إضافة إلى ضرورة وعي المواطن السعودي ومعرفته أن هذا الحج له ولغيره، وأن الحج فريضة مرة واحدة في العمر، ولمن استطاع إليه سبيلاً، فليس هناك ضرورة إيمانية لأن يحج الإنسان أكثر من مرة فإذا أردنا أن نتبع كلام الله فيجب أن نتبعه بكل دقة، وهناك الملايين من النساء والرجال لهم الحق في أن نفسح لهم المجال في المشاعر المقدسة، إضافة إلى أن بقعة المشاعر لا يمكن توسعتها فمساحتها محدودة، فالوعي هو أول ما يتطلبه الحج الصحيح». وفي ما يتعلق بالعقوبات المفروضة على المخالفين ومدى مساهمتها في تنظيم مواسم الحج، أجاب: «إننا في مرحلة تجربة تطبيق العقوبات لمعرفة مدى تأثيرها». وأكد أن من أهم القضايا التي «نواجهها هو الحج من داخل مكة فالمشاعر المقدسة أصبحت داخل المخطط الشامل للمدينة، فلابد من إيجاد حل للحجاج الذين يأتون من داخل مكة، ونسعى للحصول على تصور، بالتعاون مع معهد أبحاث الحج، لحل هذه القضية التي لو تم حلها ستسهم في حل 50 في المائة من المشكلات التي نواجهها». وبيّن أن عدد الحجاج القادمين من الخارج بلغ حوالى 1.3 مليون حاج، فيما بلغ عدد تصاريح حجاج الداخل 117 ألف تصريح، موضحاً أن يوم التروية أمس، لم يشهد حوادث تذكر. وأضاف: «سينقل قطار المشاعر 370 ألف حاج، وبقية الحجاج سينقلون بالحافلات في الحركة الترددية». وقال إن هناك بعض المخالفين لأنظمة الحج، والذين أرادوا أن يتسللوا إلى الأماكن المقدسة أعيد منهم حوالى 70 ألف مخالف، وضبط حوالى 38 ألف مخالف من المتسسللين، وتمت إعادة 26 ألف مركبة.