اذا كانت الاحصاءات الرسمية تؤكد ان اكثر من 2.5 مليون حاج ادوا الفريضة على اقل تقدير هذا العام فان هذا يعني ان اكثر من نصف مليون حاج دخلوا متسللين للافتراش وهو الامر الذي يعرقل اداء الجهات الامنية والخدمية بكل تأكيد. تقول الاحصاءات التي اعلنها سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا ان حوالى 1.8 مليون حاج من خارج المملكة أدوا الفريضة هذا العام واغلبهم قدموا عن طريق الجو، 10% منهم عن طريق البحر والبر فيما تؤكد احصاءات وزارة الحج المبدئية ان حجاج الداخل تتراوح اعدادهم بين 200 – 220 الف حاج. واذا كانت نقاط الفرز على المنافذ قد أكدت منع اكثر من 70 الف حاج متسلل من الدخول فان ثمة اسئلة تظل قائمة: كيف دخل هؤلاء الى المشاعر رغم التدابير المختلفة التي تم اتخاذها؟!. لقد اطلق الامير خالد الفيصل حملتين لتعزيز الحج النظامي هما: «الحج عبادة وسلوك حضاري» و «لا حج بدون تصريح» بهدف الحد من الافتراض في المشاعر المقدسة ولا يمكن انكار النجاح الذي حققته بوضوح في اغلاق باب التسجيل في حملاتها مبكرا هذا الموسم مقارنة بالعام الماضي رغم ارتفاع اسعار الحملات بشكل ملموس. ولا جدال على ان تحقيق اهداف حملة الفيصل سيجعل الحج اكثر يسرا وسهولة ويؤثر على أداء الجهات الامنية والخدمية في المشاعر خاصة في حالة حدوث أي طارئ. وينبغي في هذا الاطار تفعيل قرار الحج مرة واحدة كل 5 سنوات وتعزيز ثقة ايثار الاخرين على النفس وهي من القيم الاسلامية التي تستهدف الحملة تحقيقها على الارض في حياة كل مسلم فالدين المعاملة قبل ان يكون عبادة. واقرارا للحقيقة الواضحة ينبغي بداية قراءة تصريحات الامير خالد الفيصل رئيس لجنة الحج المركزية لدى وصوله الى منى يوم التروية والتي لمح فيها الى وجود مخالفات وان بعض الموظفين والمتسببين ساعدوا بعض الحجاج المتخلفين في الدخول الى المشاعر بطرق غير نظامية!! وهو ما يجب ان يعالج بمنتهى الحزم والجدية في الاشهر القليلة المقبلة حتى يكون ذلك رادعا لمن يفكر في تحويل الموسم الى تجارة من اجل مصلحة شخصية ضيقة على حساب المصلحة العامة. الأمر الثاني هو انه من الصعوبة بمكان القضاء على الافتراش بشكل نهائي نتيحة لجوء الكثيرين الى الدخول لمكةالمكرمة منذ وقت مبكر والاختباء بها حتى يحين موعد الحج بالاضافة الى سهولة الدخول الى المشاعر من مواقع مختلفة بمكة وهو ما يثير تساؤلا عن اقتراحات سابقة حول جدوى اقامة بوابات للدخول الى المشاعر. هل يجوز الحج لمن لا يستطيع ذلك ماديا والله سبحانه وتعالى يقول: (ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا)؟. وقد اشترط بعض الفقهاء للحج الاستطاعة الجسمية والمادية للحج واعتبروا ذلك شرطا اساسيا له. ***************** قائد نقاط المنع: إدخال جميع الحجاج غير النظاميين عبر المسار الإليكتروني دعا العقيد محمد البسامي قائد نقاط المنع الى ادخال جميع الحجاج غير النظاميين في المسار الاليكتروني بالتعاون مع وزارة الحج مؤكداً ان الدولة تقدم خدماتها لجميع الحجاج سواء نظاميين او غير نظاميين. وطالب بضرورة التشديد على مغادرة جميع المعتمرين وفق مواعيد مغادرتهم المقررة سلفاً لضمان عدم تخلفهم الى موسم الحج مؤكداً ان هؤلاء يشكلون نسبة لا يستهان بها في كل موسم. ودعا الى اعادة النظر في نظام العقوبات والغرامات المقررة على المخالفين في موسم الحج بما يتلاءم وحجم الضرر الذي تحقق نتيجة المخالفة. وكان د.عبدالعزيز الخضيري وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة قال في اكثر من تصريح صحفي ان الحجاج غير النظاميين يشكلون عامل ضغط على خطط الحج وقال في هذا السياق (قد نخطط لاستقبال مليوني حاج ونفاجأ بوجود 2.6 مليون في المشاعر)!!. *************** السلمي : تطبيق العقوبات على المخالفين بدقة أكد العقيد محمد السلمي قائد نقاط التفتيش والفرز بمداخل مكة تطبيق العقوبات والمخالفات على المخالفين في ادخال الحجاج بشكل دقيق بالتعاون مع الجهات الأمنية. واوضح ان العقوبات تقضي بترحيل المخالفين الاجانب مشيرا الى ان العمل استمر في منع دخول الحجاج غير النظاميين حتى فجر اول ايام العيد. وتقضي العقوبات باحتجاز المركبة وغرامة 5 الاف ريال على السائق المخالف في حال ضبطه في المشاعر و3 الاف ريال غرامة اذا ضبط على الطرق قرب المشاعر وبعد تجاوز نقاط التفتيش. ***************** وزارة الحج: تراجع ملموس في الافتراش بالمشاعر أكد وكيل وزارة الحج حاتم قاضي ل(المدينة) وجود تراجع ملموس في الافتراش في المشاعر مرجعاً ذلك إلى جدولة خطط الحج منذ وقت مبكر والعمل على ترجمة اهداف حملة الأمير خالد الفيصل (لا حج بدون تصريح). ونوه بدور الامن العام في الحد من الافتراش قرب جسر الجمرات وتفويج الحجيج بصورة منظمة لرمي الجمرات. وأكد انه لا يمكن القضاء بشكل نهائي على الافتراش منوهاً بدور قطار المشاعر الذي ساهم في تخفيف الاعباء عند رمي الجمرات من الدور الرابع. وأوضح انه لا يمكن القضاء نهائياً على الافتراش لكن الجهود متواصلة للقضاء عليه بالتعاون مع الجهات الأمنية. وأكد استمرار التنسيق مع بعثات الحج من اجل ضمان الالتزام بخطط التفويج بما يحد من الافتراش في المشاعر.