استمر أمس خروج مئات المواطنين المدنيين من مدينة معضمية الشام في جنوب غربي دمشق الخاضعة لحصار قوات نظام الرئيس بشار الأسد منذ أشهر. وتحدث معارضون عن تعرض معضمة الشام لقصف أمس. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «خرج مئات المواطنين المدنيين من مدينة معضمية الشام التي تحاصرها القوات النظامية منذ أشهر، ذلك لليوم الثاني على التوالي في إطار اتفاق تنفذه منظمات إنسانية لإجلاء المواطنين عن المدينة التي تشهد نقصاً كبيراً في المواد الغذائية والطبية». وكان مدير العمليات في منظمة الهلال العربي السوري خالد عرقسوسي لوكالة «فرنس برس» أمس، أن المنظمة قامت مساء السبت بإجلاء حوالى 1500 شخص، معظمهم من الأطفال والنساء، من مدينة المعضمية التي تعد أحد معاقل المعارضة المسلحة في غرب العاصمة دمشق. وقال عرقسوسي للوكالة إن المنظمة «أقلت نحو 1500 مواطن غالبيتهم من الأطفال والنساء من نقطة تبادل على مشارف المعضمية ونقلتهم إلى مراكز الإيواء»، مشيراً إلى أنهم «كانوا في حالة إعياء وخوف شديدين». وأوضح عرقسوسي أن «فريق المنظمة قام بتقديم الرعاية الصحية للمدنيين الذين كانوا محرومين منها منذ فترة طويلة» بمساعدة 30 متطوعاً شارك في العملية. وأشار عرقسوسي إلى أن «المنظمة لم تتمكن من الدخول إلى المدينة لتقديم الرعاية الصحية للجرحى الذين لم تتمكن من إجلاء أي منهم»، لافتاً إلى أنها كانت «الضامن لعملية الإجلاء فقط» في إشارة إلى اتفاق تم بين أطراف النزاع لإجلاء المدنيين. وتتهم المعارضة السورية القوات النظامية بفرض حصار خانق على المعضمية منذ أشهر، ما أدى إلى وفاة عدد من المدنيين، فيما تؤكد السلطات السورية أن مسلحي المعارضة هم الذين يحتجزون سكان البلدة. وأشار «المرصد» إلى أن طفلين توفيا في نهاية الشهر الماضي «نتيجة إصابتهما بمرض الماراسموس الناتج من سوء التغذية». إلى ذلك، أعلنت بريطانيا أمس عن تخصيص 12 مليون جنيه استرليني (نحو 19 مليون دولار) كمساعدات جديدة وعاجلة للأردن لمساعدته على التعامل مع أزمة اللاجئين السوريين في المملكة. ونقل بيان صادر عن السفارة البريطانية في عمان عن وزيرة التنمية والتعاون الدولي البريطانية جاستين غرينينغ قولها إن «بريطانيا خصصت مبلغ 12 مليون جنيه كمساعدات عاجلة للمحافظات الأردنية لمساعدتها في تحمل أعباء استضافة اللاجئين السوريين». وأوضحت أن «هذه المساعدات تأتي لمساعدة المحافظات على التزامها بالخدمات العامة المقدمة، وتجنب التوتر الذي قد يحصل جراء ازدياد الضغط على الخدمات»، مشيرة إلى أن «المبلغ سيدفع على مدار سنتين للتأكد من أن المحافظات تقوم بواجباتها للسكان المحليين واللاجئين السوريين على حد سواء». وستوجه المساعدات إلى المحافظات الشمالية ذات الكثافة السكانية العالية من أجل «صيانة الشوارع وإنارتها وجمع النفايات والتزود بالمياه». ونقل البيان عن غرينينغ قولها إن «تدفق اللاجئين ساهم في زيادة الضغط على الخدمات، مما دفعنا للاستثمار في المدارس والصحة والخدمات الأساسية». وأضافت أن «مساعداتنا أساسية للاجئين والمجتمعات المضيفة ولبريطانيا أيضاً، لأن استيعاب المنطقة للاجئين على المدى المتوسط والقريب هو مصلحة حيوية بريطانية». وقامت غرينينغ في التاسع من أيلول (سبتمبر) بزيارة للأردن أعلنت خلالها عن تقديم دعم بقيمة 30,8 مليون جنيه استزليني (نحو 48 مليون دولار) كمساعدات للأردن للتعامل مع أزمة اللاجئين السوريين في المملكة. ويعاني الأردن، الذي له حدود تمتد لأكثر من 370 كيلومتراً مع سورية، من ظروف اقتصادية صعبة وشح الموارد الطبيعية ودين عام تجاوز 23 بليون دولار وعجز في موازنة العام الحالي قدر بنحو بليوني دولار وأعباء تفاقمت مع وجود حوالى نصف مليون لاجئ سوري في المملكة. ويقيم معظم اللاجئين في مدن وقرى شمال الأردن، منهم نحو 120 ألفاً بمخيم الزعتري في محافظة المفرق على الحدود مع سورية.