اكد رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني ان "اقامة الدولة الكردية المستقلة لا يجب ان يتم من خلال العنف، داعيا اكراد المنطقة لاعتماد الحوار مع الدول التي يعيشون فيها". وقال بارزاني في مقابلة حصرية مع "فرانس برس" في اربيل "حق طبيعي للشعب الكردي ان تكون له دولته لكن هذا لن يتحقق بالعنف بل يجب ان يتم ذلك بشكل طبيعي وان يعطى الوقت اللازم لتحقيقه". واضاف "لا يمكن ان تحل المشكلة الكردية بالعنف في اي جزء من الاجزاء. نحن نرى انه من حق الكرد ان يعيشوا كغيرهم وان يتمتعوا بحقوقهم لكن العصر هو عصر التفاهم ونحن نشجع الحوار بين الكرد والدول، في اي دولة من هذه الدول التي تتقاسم كردستان". وجاءت تصريحات بارزاني هذه في وقت تشهد الدول، التي يعيش فيها الاكراد ازمات كبيرة، حيث تواجه ايران عقوبات دولية على خلفية برنامجها النووي، ويعيش العراق على وقع اعمال عنف يومية، فيما تشهد سوريا صراعاً دامياً منذ اكثر من عامين. كما لا تزال تركيا منخرطة في نزاع مسلح مع المتمردين الاكراد المنتمين الى حزب العمال الكردستاني، في صراع طويل قتل فيه عشرات الالاف. وعما اذا كانت هذه الازمات تمثل فرصة للاكراد للمضي في اقامة دولتهم، قال بارزاني "لا نريد ان نحقق هدفنا على حساب الآخرين. نحن لا نشمت بالاخرين عندما يتعرضون الى الازمات بالعكس نريد ان يكون الكرد جزءا من الحل وان يساهموا في تفكيك الازمات وليس في تعقيدها". ومن المفترض ان تستضيف اربيل، عاصمة اقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي، مؤتمرا موسعا للاكراد يشمل ممثلين عن هؤلاء في الدول الاربع التي يقيمون فيها في المنطقة. وقال بارزاني ان الهدف الاساسي من هذا المؤتمر "توجيه خطاب كردي موحد الى العالم والى دول المنطقة والى الشعوب التي نتعايش معها". وتابع "هو خطاب سلمي، وخطاب مد يد الاخوة والتعاون والبحث عن الحلول الديموقراطية والسلمية للقضية الكردية والابتعاد عن العنف وقبول الاخر"، مؤكدا ان المؤتمر لن يصدر قرارات بل سيبحث "الاستراتيجية العامة". وقال بارزاني ردا على سؤال حول ما اذا كان يطمح لان يكون رئيساً لدولة كردية مستقلة "اتمنى ان تكون دولة كردية، وفليكن ايا يكن رئيساً لهذه الدولة".