توقعت وكالة الطاقة الدولية أمس أن تصبح الولاياتالمتحدة العام المقبل أكبر منتج للنفط في العالم، متفوقة على روسيا، بفضل ازدهار إنتاجها من النفط الصخري الذي غير المشهد العالمي للطاقة. وأتت هذه التوقعات بعد أيام من تقديرات للحكومة الأميركية أظهرت أن الولاياتالمتحدة، وهي أكبر مستهلك للنفط في العالم، تراجعت من مركزها كأكبر مستورد للنفط لتحل محلها الصين بفضل طفرة النفط الصخري التي قلصت الاحتياجات الأميركية من الواردات. وورد في التقرير الشهري لوكالة الطاقة الدولية: «مع تجاوز الإنتاج (الأميركي) 10 ملايين برميل يومياً خلال الربعين الماضيين وهو أعلى معدلاته في عقود، تتجه الدولة إلى أن تصبح أكبر منتج لسوائل النفط خارج أوبك بحلول الربع الثاني من عام 2014 لتتفوق على روسيا». ورفعت الوكالة تقديراتها للطلب العالمي على النفط لعامي 2013 و2014 بسبب الانتعاش الاقتصادي في أوروبا بينما يواصل إنتاج هذه المادة خارج «أوبك» ارتفاعه. وأعلنت أنها باتت تقدر حجم الاستهلاك النفطي العالمي ب 92 مليون برميل يومياً هذه السنة، بزيادة نحو مليون برميل أو 1.1 في المئة. وكانت المنظمة تقدر في أيلول (سبتمبر) حجم هذا الاستهلاك ب 90.9 مليون برميل. وفي 2014، قدرت المنظمة حجم الطلب ب 92.1 مليون برميل يومياً، في مقابل 92 مليوناً في الأرقام التي نشرتها في أيلول، ما يعني طلباً إضافياً يبلغ 1.1 مليون برميل أو 1.2 في المئة. وبررت الوكالة أن «مؤشرات تحسن الاقتصاد الأوروبي تعزز زيادة التقديرات في شأن الطلب،» موضحة أن «الاستخدام المتزايد للنفط في إنتاج الكهرباء في مناطق أخرى يساهم في ذلك أيضاً». ولفتت الوكالة إلى أن «المعطيات المتعلقة بالطلب الأوروبي جاءت أكبر من التوقعات أخيراً وسط مؤشرات على خروج منطقة اليورو من الانكماش في النصف الثاني وتحسن لثقة أوساط الأعمال»، مشيرة إلى أن جزءاً من التفاؤل في الجانب الأوروبي تضرر بالأزمة المالية الأميركية التي تثير شكوكاً اقتصادية. و «عززت مشاكل التزود بالغاز الطبيعي الطلب على النفط لإنتاج الكهرباء في المكسيك وشمال أفريقيا والشرق الأوسط»، بينما في اليابان ارتفع الطلب بسبب «توقف محطات نووية وارتفاع درجات الحرارة إلى أعلى من معدلاتها الطبيعية». وأشارت الوكالة إلى أن إنتاج «أوبك» تراجع إلى أقل من 30 مليون برميل يومياً للمرة الأولى منذ سنتين بسبب تراجع الإنتاج الليبي والعراقي. ولفتت الوكالة إلى أن الإنتاج النفطي خارج «أوبك» بما في ذلك المحروقات الحيوية ارتفع 1.7 مليون برميل يومياً في الفصل الثالث، وهي أكبر زيادة فصلية تسجل منذ عشر سنوات ولفتت إلى أن الإنتاج خارج «أوبك» سيرتفع 1.7 مليون برميل وسطياً العام المقبل و1.9 مليون برميل في الربع الثاني من 2014 ما يبقى أكبر زيادة تسجل منذ السبعينات. وفي الأسواق، تراجعت أسعار النفط العالمية مع تراجع القلق بشأن الإمدادات لكن التفاؤل بالمحادثات الرامية لإنهاء أزمة الموازنة الأميركية حال دون انخفاض الأسعار بنسبة كبيرة. وانخفض سعر «برنت» 45 سنتاً إلى 111.35 دولار للبرميل بعدما أغلق أول من أمس مرتفعاً 2.74 دولار عند 111.80 دولار. وعلى مدى الأسبوع ارتفع «برنت» نحو اثنين في المئة. وهبط الخام الأميركي 1.26 دولار إلى 101.75 دولار للبرميل ويُنتظر أن يسجل انخفاضاً أسبوعياً للمرة الرابعة في 5 أسابيع.