قال نائب رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الحج في مجلس الغرف التجارية محمد العليان ل«الحياة» إن «50 في المئة من خيام مشعر عرفات تضررت بالأمطار التي هطلت على مكةالمكرمة أول من أمس». منوهاً في الوقت ذاته إلى أن تلك الأضرار التي أصابت الخيام المعدة لاستقبال ضيوف الرحمن ستزيد من حجم الخسائر التي تكبدها غالبية العاملين في مجال الحج خلال هذا الموسم. وأكد صعوبة تحديد حجم الخسائر التي شملت أصحاب الحملات وشركات حجاج الخارج، وزاد: «إن الأضرار شملت اقتلاع بعض الخيام داخل مشعر عرفات وتلف جميع التجهيزات، خصوصاً أن جميع الخيام في المشعر تم تجهيزها بالكامل خلال الأسبوعين الماضيين، وتشمل تجهيز المطابخ بالكامل والمواد الغذائية والمفروشات في الداخل». وأوضح أن الخسائر لا تتوقف على الأضرار التي أحدثتها الأمطار، بل تتجاوز ذلك إلى صعوبة إعادة التجهيز مرة أخرى لخيام حديثة في فترة وجيزة تقدر ب3 أيام. وقال: «نحن نعاني منذ بداية الموسم من نقص كبير في العمالة هذا العام التي كانت من التحديات التي تواجهنا، وأسهم هذا النقص في ارتفاع أجور العمالة التي كان أجرها 3 آلاف ريال خلال فترة تجهيز الخيام كاملة». وأضاف: «إن أجور العمالة المستأجرة لإعادة ترميم الخيام وإعادة نصبها بعد رفع وإزالة ركام التي دمرت تماماً من الأمطار ارتفعت أمس إلى 1000 ريال لليوم، وهذا أسهم في تكبد أصحاب الحملات خسائر جديدة ومضاعفة هذا الموسم»، مشيراً إلى أن موسم الحج من أصعب المواسم، ولاسيما أن نسب المخاطرة فيه مرتفعة، ولا يمكن التنبؤ بالربح أو الخسارة فيه. منوهاً إلى أن خسائر شركته فقط بسبب الأمطار بلغت 350 ألف ريال. من جهة أخرى، قدّر نائب رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة سابقاً المستثمر في مجال الحج عبدالقادر الجبرتي نسب الأضرار داخل مشعر عرفات، جرّاء أمطار أمس ب100 في المئة، وقال ل«الحياة»: «جميع الخيام تضررت من دون استثناء، ولكن هناك اختلافاً بين نسب التضرر من مكان إلى آخر داخل المشعر». مشيراً إلى أن هناك خياماً أزالتها السيول بالكامل من المشعر وأخرى غرقت محتوياتها بمياه السيول وجرفت بعض أجزائها. وأضاف: «إن التحدي الآن هو الوقت، إذ إن المطلوب إعادة تجهيز المخيمات بالكامل، خصوصاً المتضررة والتي تتطلب إدخال رافعات لإنقاذ المتبقي من الخيام المتضررة». ولفت إلى أن عامل الوقت ليس الوحيد، فهناك ارتفاع في أسعار الخيام وتجهيزاتها بعد أن ارتفع الطلب عليها أمس 100 في المئة. وأضاف: «من الصعب تحديد معدلات ارتفاع الأسعار، لاختلافها من مكان إلى آخر، ولكن غالبية العاملين في مجال الحج ليس لديهم مستودعات كبيرة تحوي تجهيزات جديدة يمكن الاستعانة بها وهذا جعل الطلب يرتفع في شكل كبير». ويرى الجبرتي أن الإشكال الأكبر في عدم تسلم مواقع مزدلفة التي تم تخطيطها ومحت الأمطار جميع ما تم تخطيطه لمواقع الحملات، وقال: «هناك تأخير في تسلم مواقع مزدلفة وبعد هطول الأمطار، أزالت الذي تم تحديده جميعه مواقع لمخيمات الحملات وهذا يتطلب إعادة مسح أراضي مشعر مزدلفة وتخطيطه من جديد، ثم تسليمه إلى أصحاب الحملات». ويرى الجبرتي أهمية وجود بنود من الجهات المعنية، لتعويض أصحاب الحملات والشركات العاملة في الحج عن الخسائر غير المتوقعة مثلما حدث أول من أمس.