بدأت مجموعات يهودية متطرفة أمس باقتحام باحات المسجد الأقصى في أسبوع إحياء ما يسمى «ذكرى الصعود إلى جبل الهيكل». ترافق ذلك مع قيام مستوطنين يهود باقتحام قرية برقة شرق رام الله في الضفة الغربية، وإضرام النار في ثلاث سيارات وكتابة شعارات على مسجد القرية. وقال شهود إن المتطرفين اليهود اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات متلاحقة يقودها الحاخام «الليكودي» المتطرف إيهودا غليك. ووقعت مشادات كلامية بين المتطرفين اليهود الذين طافوا باحات المسجد تحت حراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية وبين المصلين الفلسطينيين، وأن الشرطة اعتقلت اثنين من المصلين واثنين من الصحافيين. وأوضح حراس المسجد أن الشرطة الإسرائيلية أجبرتهم على الابتعاد عن الطرق التي سلكها المتطرفون اليهود. وقال مدير دائرة أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب إن المتقحمين أدوا طقوساً دينية عند باب الرحمة وباب السلسلة، مضيفاً أنهم تجولوا في باب المغاربة مروراً بساحة المسجد القبلي وباب الرحمة وباب الأسباط وباب القطانين وصولاً إلى باب السلسلة، وألقوا معلومات عن الهيكل المزعوم. وكانت جماعات «ائتلاف المنظمات من أجل الهيكل»، وأعضاء المكتب القومي في حزب «ليكود» دعت أنصارها في بيانات نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى الدخول إلى باحات المسجد الذي تسميه «جبل الهيكل»، وإقامة الصلاة إحياء لما قالت إنه «ذكرى صعود الحاخام الأكبر موسى بن ميمون إلى جبل الهيكل». ودانت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي اعتداءات المستوطنين وحاخاماتهم على المسجد الأقصى تحت حماية الجنود والشرطة الاحتلال. وقالت في بيان لها: «إن إسرائيل القوة المحتلة تتحول بشكل تلقائي، بفعل سياساتها المدروسة، إلى دولة مستوطنين خارجة عن القانون، وتكثّف وتتمادى بتنفيذ مشروعها التهويدي الاستيطاني على مستويين متوازيين يتمثلان في السياسة التوسعية من محاولات تهويد وضم القدس وهدم للمنازل ومصادرة الأرض والهويات وسرقة الموارد الطبيعية وفرض الحصار والاجتياحات والقتل وغيرها من الانتهاكات الأحادية المنافية للقانون الدولي، بالتزامن مع إرهاب المستوطنين المنظم وفق نهج عنيف وإجرامي يقوم على أساس طرد أبناء شعبنا من أرضه بكل الوسائل، وتهديد وجوده من خلال ممارسة العنف المتعاظم يوماً بعد يوم». وأضافت: «إن حملة دفع الثمن التي ينفذونها أفراداً أو مجموعات تحت رعاية دولة الاحتلال ومؤسساتها السياسية الرسمية والدينية والعسكرية، تهدف إلى إجهاض أي فرصة لقيام دولة فلسطينية مستقلة ومتواصلة جغرافياً، تدعمها التصريحات والممارسات الإسرائيلية الرسمية، وتوفر لها الحصانة القانونية والسياسية». وقالت عشراوي إن «لا فائدة تُرجى من المفاوضات بعد أن أفرغتها قوة الاحتلال من أهدافها في ظل ممارساتها الممنهجة التي تسعى إلى تدمير فرص السلام، وحل الدولتين»، وأن «الحل يكمن في أن تواجه دول العالم قوة الاحتلال وتلزمها سحب مستوطنيها ومستعمراتها من أرضنا، ووقف خروقها، وإنهاء احتلالها باعتباره الضمان الوحيد للاستقرار والأمن في المنطقة». ودعت الدول العربية والإسلامية إلى الخروج عن صمتها، والتحرك الفوري لوقف سياسات تهويد الأقصى.