تهدد التفجيرات التي استهدفت منازل قياديين من حركة فتح في غزة أمس، بانهيار جهود المصالحة الفلسطينية، وإعادة ملفها إلى المربع الأول بعد اتهام حماس بالمسؤولية عنها. وخلفت العبوات التي فجرت أمام منازل أكثر من عشرة من قياديي فتح أضرارا مادية من دون إصابات. وردا على هذا التطور، ألغى رئيس حكومة التوافق رامي الحمد إرجاء زيارته الى غزة والتي كانت مقررة اليوم للتوقيع على اتفاقيات مع الاتحاد الاوروبي. ولم تقتنع فتح بإدانة حماس للتفجيرات من خلال المتحدث باسمها سامي أبو زهري، واتهمت الحركة بالمسؤولية الكاملة عنها، وحمل القيادي في فتح ناصر القدوة حماس المسؤولية. فيما اعتبر مسؤول ملف المصالحة مع حماس عضو اللجنة المركزية لفتح عزام الاحمد، ان هذه التفجيرات قنابل تفجيرية امام مسيرة المصالحة وحكومة التوافق. وقال شهود عيان إنه عثر أمام غالبية المنازل المستهدفة على رسائل تهديد موقعة باسم «داعش». وأقر عضو الوفد الفلسطيني المكلف بالتفاوض مع حماس، بسام الصالحي، أن هذه التفجيرات ستؤثر على المصالحة. وقال إن أخطر ما في الموضوع هو نقل الخلاف الداخلي الى منزلق مفردات ونمط تكفيري مهما كانت التبريرات. واستهدفت سلسلة الانفجارات منازل وسيارات قادة ومسؤولي فتح في عدة مدن في غزة. واعتبر رئيس مؤسسة ياسر عرفات ناصر القدوة، أن التفجيرات هدفها إلغاء حفل التأبين العاشر لياسر عرفات. وقد شكلت وزارة الداخلية في غزة لجنة تحقيق من كافة الأجهزة الأمنية المختصة للوقوف على حيثيات ما جرى والوصول للفاعلين، وملاحقة كل من تورط في هذه الأعمال الإجرامية حتى يتم تقديمهم للمحاكمة. من جهة آخرى، وذكرت مصادر فلسطينية في القدسالمحتلة أن قوات الاحتلال فرضت حصارا عسكريا مشددا على المسجد الأقصى. إلى ذلك ألغى رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله زيارة مقررة اليوم السبت إلى القطاع بسبب الانفجارات بحسب متحدث بالحكومة. وكان من المفترض أن يلتقي الحمد الله وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في غزة.