القدس المحتلة، طهران، واشنطن، لندن – أ ب، رويترز، أ ف ب – اعربت ايران امس، عن «ذهولها» لرد فعل الغرب حيال كشفها عن منشأة ثانية لتخصيب اليورانيوم قرب مدينة قم، فيما اتهمها الرئيس الاميركي باراك اوباما ب «التملص» قبل اجتماعها مع الدول الست المعنية بملفها النووي في جنيف في الاول من تشرين الأول (اكتوبر) المقبل، وحضها على اثبات «نياتها السلمية». وقال رئيس «المنظمة الايرانية للطاقة الذرية» علي اكبر صالحي: «في شأن التفتيش، سيتم ذلك وفق القواعد. ان الرئيس (محمود احمدي نجاد) اكد انه ليست لدينا اي مشاكل في إجراء تفتيش وفقاً للقواعد. سنتناقش مع الوكالة حول هذه المسألة وسيُعلن موعد التفتيش في وقت لاحق بعد الاتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وأضاف ان «الموقع موجود على الطريق بين طهران وقم، على مسافة مئة كيلومتر من طهران وسيتم اعطاء مزيد من التفاصيل لاحقاً حوله»، موضحاً: «لا نطلب إذناً من احد في شأن نشاطاتنا النووية. لن نتخلى ابداً عن حقنا المطلق في اطار التزاماتنا الدولية» في المجال النووي. واعتبر صالحي ان اعلان طهران عن هذه المنشأة «أحبط مؤامرة» للغرب الذي يريد استخدام هذه القضية للضغط على ايران. وقال: «ذُهلنا تماماً، وكنا نتوقع ترحيب الدول الغربية بالإجراء الذي اقدمت عليه ايران». وأضاف: «لم نكن مُرغمين على اعلان وجود هذا الموقع. كان علينا اعلان وجوده قبل 180 يوماً من ادخال معدّات مشعة. لكننا عمدنا الى هذا الاعلان قبل اكثر من سنة من هذا التاريخ، وعلى رغم ذلك حصل كل هذا الضجيج والدعاية». لكن الوكالة الذرية رفضت تأكيدات ايران في هذا الشأن، مشيرة الى ان طهران مرغمة على ابلاغها ما ان تبدأ تصميم منشآت مماثلة. ونقلت قناة «العالم» الايرانية عن صالحي نفيه نصب أجهزة طرد مركزي في المنشأة، مؤكداً انها ما زالت قيد البناء، ومشيراً الى ان إكمالها يحتاج الى وقت آخر قد يمتد الى سنتين أخريين. وكان نجاد قال في نيويورك ان المنشأة النووية «قانونية تماماً. ليست لدينا اي مشاكل في تفتيش (الوكالة الذرية) لتلك المنشأة. إنه ليس موقعاً سرياً. سيندمون على هذا الإعلان». وأكد نجاد ان اسرائيل «لن تجرؤ على مهاجمة ايران. نحن قادرون على الدفاع عن انفسنا. ايران دولة كبيرة جداً، اكبر كثيراً مما يعتقد ويتخيل بعض الناس»، مبدياً «املاً كبيراً بالمفاوضات في جنيف» وبأن «ترسي اسس تعاون طويل الامد» مع الدول الست. وكان نجاد التقى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي ابدى «قلقاً كبيراً» حيال الكشف عن المنشأة، داعياً ايران الى التعاون مع الوكالة الذرية في شأن برنامجها النووي. اوباما في غضون ذلك، اعتبر اوباما ان وجود هذه المنشأة يشكل «تحدياً خطراً للنظام العالمي لحظر الانتشار النووي، واستمراراً لنمط مزعج من التملص الإيراني». وقال في خطابه الاذاعي الاسبوعي ان التطورات الاخيرة «تجعل الاجتماع المتوقع في الاول من تشرين الأول، اكثر إلحاحاً». وأضاف: «العرض الذي قدمته لإجراء حوار جدي وذي مغزى لتسوية هذه القضية، ما زال قائماً. لكن سيكون على ايران التعاون في شكل تام مع الوكالة الذرية، واتخاذ إجراء لإظهار نياتها السلمية». وزاد: «على قادة ايران ان يختاروا بين الالتزام بمسؤولياتهم وتحقيق تكامل مع مجموعة الامم، او مواجهة ضغط وعزلة متزايدين، وحرمان شعبهم الفرصة». وأكد اوباما ان «رأي الاسرة الدولية (في هذه المسألة) موحد اكثر من اي وقت». في لندن، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند: «لا يمكن أي شخص عاقل ان يفكر في مواجهة عسكرية مع ايران، الا وساوره قلق حقيقي». ورفض استبعاد شن عملية عسكرية ضد ايران، وقال: «نركز بنسبة مئة في المئة على تسوية ديبلوماسية لهذه المشكلة». جاء ذلك بعدما حض الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ايران على التعاون مع الوكالة الذرية للقيام بعمليات تفتيش، قائلاً: «يجب ان نوفر لإيران الظروف المريحة، بحيث انه عندما تبدأ بالتعاون، نبدأ بالخطوات التشجيعية» من خلال «تجميد» العقوبات «في مقابل تجميد» التخصيب. وفي تلميح الى عقوبات جديدة، قال في ختام قمة مجموعة العشرين في بيتسبرغ: «اذا لم تسفر الخطوات التشجيعية عن نتيجة، واذا لم يتطور التعاون، اذذاك تفرض آليات اخرى نفسها، وسبق ان تحدثت عنها». وأضاف ان اجتماع جنيف «يعطي ايران فرصة كي تظهر انها ملتزمة ايضاً اجراء محادثات لتسوية هذه القضية. نعتمد على ايران لتقدم دليلاً قاطعاً حول التزامها تطوير طاقة نووية لأغراض بحت سلمية». في المقابل، اعتبر وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان ان «الكشف عن المنشأة الثانية لتخصيب اليورانيوم في ايران، يبرهن من دون ادنى شك ان هذا البلد يريد امتلاك السلاح النووي، ونأمل بالتالي بأن يكون هناك رد لا لبس فيه في اجتماع الاول من تشرين الاول». وأضاف: «لم تفاجئنا الاكتشافات الاخيرة، فنحن نقول منذ زمن بعيد ان ايران تطور نشاطها النووي لأهداف عسكرية». وخلص الى «وجوب العمل على قلب النظام المجنون في طهران، من دون هدر للوقت».