قال محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) الدكتور فهد المبارك إن موضوع توحيد العملة النقدية بين دول المجلس لا زال تحت الدرس، وليس هناك جدول زمني للانتهاء من ذلك. وقال أننا لا نشعر بقلق من الأزمة السياسية في واشنطن والتي قد تتسبب في عجز الولاياتالمتحدة عن تسديد ديونها. وأضاف محافظ المؤسسة فهد المبارك لصحافيين لدى سؤاله عما إذا كان قلقاً: «لا. تعرضوا لهذا الموقف من قبل وتغلبوا عليه». جاء ذلك بعد اجتماع وزراء المال والاقتصاد ومحافظي مؤسسات النقد والمصارف المركزية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وممثلي صندوق النقد الدولي في المقر الجديد الذي تم افتتاحه في الرياض أمس. من جهته، اعتبر وزير المال في البحرين أحمد بن محمد آل خليفة أن افتتاح المقر الجديد خطوة مهمة وتاريخية، «حيث نعمل جميعاً على توحيد وتقريب سياساتنا المالية في سبيل أن نوصل للمواطن توجيهات قادتنا بأن نعمل على إيجاد الفرص التي تدعم النمو الاقتصادي والتعامل مع كل التحديات،» لافتاً إلى أن دول المجلس تشهد استقراراً وثباتاً ونمواً اقتصادياً، وهناك فرص كبيرة للمواطنين في مختلف المجالات. وحول انضمام الإمارات للاتحاد النقدي الخليجي قال: «إننا نتطلع في دول المجلس إلى أن يكون جميع الأعضاء موجودين في افتتاح مقر الاتحاد النقدي، ونحن نقدر وجهات النظر الأخرى من كل الدول»، مشيراً إلى أن جميع دول المجلس تعمل على مناقشة موضوع الوحدة الضريبية من ضمن المواضيع، وتعمل على درسها في ما بين الدول من خلال الأنظمة الموجودة بالشكل الذي يخدم جميع مواطني المجلس». وقال: «إن هناك من يرى أننا نسير ببطء في مختلف المجالات إلا أنني أؤكد أن هناك كثيراً من الإنجازات التي تمت على مستوى دول المجلس، وهناك كثير من الأمور التي تمت ويشعر المواطن الخليجي بأنه يستطيع العمل من خلالها سواء من خلال أسواق المال أو النشاط التجاري في أكثر من دولة، وأننا نتطلع إلى أكثر من ذلك، ولا بد من أن نشيد بما تمّ تحقيقه بين دول المجلس». وأوضح آل خليفة أن الاجتماع ركز على التباحث في كثير من الأمور المتعلقة بما يجري حول العالم من تحديات اقتصادية في مختلف الدول، مشيراً إلى أن الاجتماع أعطى الفرصة لنا جميعا للتناقش في ما بين دول المجلس وممثلي صندوق النقد الدولي عن كل التحديات التي تواجه الدول، وكذلك التعامل مع المواضيع الأساسية التي تشكل لدول المجلس ومواطنيه فرصة للنهوض في مختلف المجالات، وتحسين مستوى المعيشة، وهذا الاجتماع يعقد مرة كل عام. وأضاف أن الاجتماع بحث عدداً من المواضيع المدرجة على جدول الأعمال «والتي نعمل على متابعتها والتأكيد على أهمية دعم قادة دول المجلس في مختلف المجالات المالية»، لافتاً إلى أن الاجتماع مع ممثلة صندوق النقد الدولي يسعى دائماً إلى الاطلاع على كل التحديات التي تواجه العالم على كل مستوى، وكيف يمكن التعامل معها، مطمئناً الجميع أن دول المجلس تشهد استقراراً وتتبنى سياسات متحفظة، وفي الوقت نفسه تركز على أن المواطن يشهد استقراراً في مختلف المجالات ومنها المجال الاقتصادي بفضل توجيهات قادة الدول. وكان وزراء المال والاقتصاد ومحافظي مؤسسات النقد والمصارف المركزية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عقدوا أمس في الرياض الاجتماع ال97 للجنة التعاون المالي والاقتصادي، والاجتماع المشترك مع لجنة المحافظين وصندوق النقد الدوليفي مقر الأمانة بالرياض برئاسة وزير المال في البحرين الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة، وترأس وفد السعودية في الاجتماع وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف. وأكد آل خليفة في كلمة استهل بها الاجتماع أهمية المواضيع المدرجة على جدول أعمال اللجنة المشتركة، وفي مقدمها الاتحاد النقدي وهيئة الاتحاد الجمركي ومستجدات مشروع سكك حديد دول المجلس، ومتابعة ما توصل إليه فريق العمل المكلف بوضع النظام الضريبي الموحد والنظام الأساسي للهيئة القضائية الاقتصادية. من جهتها، قالت نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي نعمت شفيق للصحافيين إن التطورات الاقتصادية والمالية على المستوى الإقليمي والدولي لم تؤثر في دول مجلس التعاون الخليجي حتى الآن.