أعلن الرئيس باراك اوباما ان امام ايران «عاماً او اكثر» لتتمكن من امتلاك قنبلة نووية، في حين ظهر أول رد فعل من المرشد علي خامنئي على مبادرات الرئيس الإيراني حسن روحاني تجاه الغرب خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع الماضي، والمكالمة التاريخية بين روحاني والرئيس أوباما عبر هاتف خليوي. وأيدّ المرشد التحركات الديبلوماسية للرئيس الإيراني مبدياً تفاؤله بنتائجها، لكنه اعتبر أن «بعض ما جرى في الزيارة غير ملائم»، في إشارة واضحة إلى الاتصال الهاتفي بين الرئيسين. وعكس ذلك عدم ارتياح خامنئي إلى تلميح الرئيس الأميركي، خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى خيار عسكري ضد إيران، بالتالي توجيهه المرشد رسالة مزدوجة: لروحاني تطالبه بعدم اتخاذ خطوات لا تحقق مصلحة إيران، ولواشنطن توصيها بتجنب الاعتقاد بأن «مرونة طهران بلا حدود أو ضوابط». وفيما تعتقد مصادر بأن عدم تغير سلوك واشنطن تجاه طهران سيوجه ضربة قوية إلى جهود روحاني وخطابه المعتدل في شأن الملفات المطروحة، وأهمها الملف النووي، قال أوباما لوكالة «أسوشييتد برس» أمس: «نستطيع تطوير العلاقات مع إيران بعدما أبدى الرئيس روحاني رغبته في الحوار، ولكن يجب أن نرى الآن إذا كانت نيات القيادة الإيرانية صادقة، وإذا كان لدى روحاني الثقل السياسي لإجراء (الحوار)، لأنه ليس وحده صانع القرار في طهران، بل ليس حتى صانع القرار الرئيسي»، في إشارة إلى أن الكلمة الفصل تبقى لدى خامنئي. ورأى أوباما أن طهران «ما زال أمامها عام أو أكثر لامتلاك القدرة على إنتاج أسلحة نووية»، في مؤشر واضح إلى تباين مع تقديرات إسرائيل التي تعتقد بأن طهران ستكون قادرة على صنع أسلحة نووية خلال ستة شهور. وقال لوكالة «اسوشيتد برس» ان الرئيس روحاني ابدى رغبة في الحوار، وان على الولاياتالمتحدة الآن ان ترى ما اذا كان لديه الثقل السياسي للقيام بذلك. وتتناقض تقديرات اوباما مع تقديرات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي حذر من ان ايران تبني اجهزة طرد مركزي اكثر سرعة لتخصيب اليورانيوم ستتيح لها تخطي الخط الاحمر الاسرائيلي «خلال اسابيع». وقال خامنئي خلال عرض عسكري في طهران: «نثق بحكومتنا، وندعم تحركاتها الديبلوماسية وبينها الزيارة الأخيرة لنيويورك، ولكن على الرئيس روحاني التحلي بالحزم والتزام الدقة، والأخذ في الاعتبار كل النواحي مع عدم نسيان المصالح الوطنية وضرورة الدفاع عن هوية بلدنا وعزته». وزاد: «لا نثق بالإدارة الأميركية لأن سياستها استعلائية ولا منطقية، تنقض العهود وتخضع لهيمنة الشبكة الصهيونية الدولية، وتسلك طريق مصالح الأخيرة عبر ابتزاز العالم كله». وكان رئيس مجلس خبراء القيادة محمد رضا مهدوي كني، شكك في صدقية الولاياتالمتحدة التي «لا يمكن الاعتماد عليها»، داعياً إلى توخي الحذر خلال الحوار معها، وعدم الرضوخ لمواقفها. ومن المقرر أن يلتقي ممثلو إيران والدول الست الكبرى المعنية بملف البرنامج النووي في جنيف هذا الشهر لإيجاد سبل لاستئناف المفاوضات المجمدة منذ نيسان (أبريل) الماضي، أي منذ ما قبل الانتخابات الرئاسية التي فاز بها روحاني. إلى ذلك، وصف المرشد تهديد نتانياهو بتحرك إسرائيلي منفرد لضرب إيران خلال خطابه أمام الأممالمتحدة بأنه «مثير للاشمئزاز»، وتابع: «ليعلم الجميع أن ردنا على أي عدوان سيكون جدياً وقاسياً، والشعب الإيراني أثبت صلابته في الدفاع عن أهدافه ومصالحه، وكذلك رغبته في السلام والتعايش السلمي».