أعلن الرئيس المصري عدلي منصور السبت الشروع في تدشين مشروعين قوميين عملاقين لمواجهة التحديات التي تواجهها مصر في مجال الطاقة، أحدهما إنشاء أول محطة نووية في البلاد لإنتاج الطاقة الكهربائية. وقال منصور في كلمة وجهها للشعب بمناسبةالذكرى الاربعين للحرب العربية-الاسرائيلية في تشرين الاول/اكتوبر 1973، وأذاعها التلفزيون المصري "بهذه المناسبة أعلن أننا نشرع في تدشين اولى الخطوات لمشروعين عملاقين، ففي ظل ما نواجهه من تحديات على مستوى الطاقة، أعلن البدء في مشروع إنشاء محطات نووية للاستخدامات السلمية للطاقة.. وستكون الضبعة أول مواقع دراستنا". وأضاف "كما أعلن ... عن البدء في أولى خطوات مشروع تنمية منطقة قناة السويس". وكانت القوات المسلحة استعادت قبل اسبوع سيطرة الدولة على قطعة ارض كبيرة في منطقة الضبعة، على البحر الابيض المتوسط بشمال غرب مصر، كانت مخصصة منذ سنوات طويلة لإقامة محطة نووية لتوليد الطاقة الكهربائية، إلاّ أن اهالي المنطقة استولوا عليها بعد ثورة 2011 التي أسقطت حسني مبارك. وأعلن رسمياً أن اهالي الضبعة وافقوا على إعادة الأرض التي كانوا يؤكدون انها من ممتلكاتهم إلى الدولة ووجه اليهم الرجل القوي في مصر وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي الشكر علنا في كلمة القاها قبل بضعة ايام على اعادة هذه الاراضي. وكانت مصر اعلنت في ايلول/سبتمبر 2006 استئناف برنامجها النووي السلمي بعد ان جمدته لمدة عشرين عاما عقب كارثة تشرنوبيل في العام 1986. إلاّ أنه لم تتم منذ ذلك الحين اتخاذ اي خطوات عملية للبدء ببناء محطات نووية. وأكد منصور أن هذين المشروعين سينفذان من خلال "شركات مصرية مساهمة تطرح للاكتتاب العام" مشدداً على ان الهدف من انشاء هذه الشركات هو "ضمان حقوق المصريين في مشروعات تنميتهم". وكان جدل واسع دار في مصر اثناء حكم الرئيس الاسلامي محمد مرسي، الذي عزله الجيش في تموز/يوليو الماضي بعد عام واحد امضاه في السلطة، حول مشروع تنمية اقليم قناة السويس واتهم خصوم مرسي جماعة "الاخوان المسلمين" بأنها ستكلف شركات قطرية بتنفيذ هذا المشروع بما يجعل عائداته تذهب الى هذه الشركات ويقلل من استفادة مصر منه. وعلى الصعيد السياسي، شدد الرئيس الموقت على استمرار "مكافحة الارهاب" في وقت تشهد فيه مصر هجمات مسلحة ضد الجيش والشرطة خصوصا في سيناء ويعتقد ان تنظيمات اسلامية متطرفة تقف وراءها. وقال منصور ان مصر سوف "تدحر الارهاب البغيض والعنف الاعمى وسوف تجتث جذوره البغيضة بدولة القانون التي ترعى حريات ابنائها وتحمي مقدراتهم". وكانت السلطات المصرية قد حذرت جماعة "الإخوان المسلمين" من تنظيم احتجاجات عنيفة بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر التي تحل غداً وشددت إجراءات الامن في كل المدن وحول المنشآت الاستراتيجية بعد اشتباكات أمس الجمعة التي قتل فيها أربعة اشخاص على الأقل.