صدرت مئات الكتب والمقالات والدراسات عن المثلث القاتل، مثلث الموت، أو مثلث اللاعودة الذي اشتهر باسم مثلث برمودا الذي يبعد 250 كلم عن شواطئ اليابان. في تلك المنطقة العاصفة اختفت زوارق صيادين، وسفن تحويت، وبوارج ومراكب شحن، ناهيك بطائرات من كل الأحجام حلّق قباطنتها فوق سماء المثلث. وبالطبع تداخلت الاستنتاجات العلمية بالخرافات، فارتبط الغموض المحيّر عن غرابة تلك الحوادث بأسطورة القارة الضائعة أطلنتيس. في 5 أيلول (سبتمبر) 1872 كانت السفينة البريطانية «ديو غراتياس» في طريقها من مرفأ نيويورك إلى مضيق جبل طارق، وفجأة بدا في الأفق مركب تائه تتقاذفه الأمواج سرعان ما ربطه الربان بضياع سفينة تدعى «ماري سيليست». حاول القبطان الاتصال بالسفينة من طريق الإشارات لكنه لم يلقَ جواباً، عندئذ ارسل ثلاثة من بحارته في زورق إنقاذ ليجدوا السفينة خالية من كل أثر لبشر أو لمعركة أو لحطام. اختفى البحارة وتاهت السفينة التي كانت في طريقها إلى الشرق الأقصى ولم تُجدِ تقصيات سكوتلنديارد ولا تحاليل البحرية البريطانية لكتاب العمليات المصادر من قمرة قبطان «ماري سيليست». وخلال السنوات الخمسين اللاحقة توالت الحوادث وتراكمت التكهنات. شارك الروس الأميركيين في بعثة ضخمة مطلع ثمانينات القرن الماضي فشلت في إيضاح الظاهرة. البحاثة في علوم المناخ آيس أندرسون جاء بدراسة خلاصتها وجود 5 مثلثات عند ملتقى المحيطات الخمسة، أخطرها مثلث برمودا حيث ينخفض مستوى المياه مسافة 25 متراًً عمودية، ما يعني أن المياه المجاورة تشكل حصوناً سائلة. عام 1948 تشتت المركب «أورانغ ميدان» في مضيق ملقة على مقربة من الشواطئ الماليزية بعدما التقطت البحرية الهولندية نداء من احد ركابه يقول: «جميع البحارة ماتوا... لم يبق احد غيري... وها أنا أيضاً أموت...». هذه المرة كان البحارة هناك حين بلغهم فريق الإنقاذ جثثاً على وجوهها علامات الهلع والتقزز، كأنهم شاهدوا هولاً يفوق الوصف. واليوم يعود مثلث برمودا إلى الواجهة عبر تأكيد في دراسة للبروفسور الأميركي ميير فيرلاج لوجود هرمين عملاقين من الزجاج الكريستالي في المياه البرمودية. ويقول فيرلاج إن الهرم الزجاجي مصدر خصب للطاقة. ويعود إلى الخواص الكهربائية المختزنة في الماس وتجارب اختراع الراديو حين جرى استعمال بلّورات الجيرمانيوم لاستقبال الموجات وتحويلها إلى إشارات كهربائية. وعاد أيضاً إلى مصادر الطاقة في أهرام مصر حيث يكمن خزان الشعلة في القمة وتتوزع حرارته على مختلف أنحاء الهرم. أعلن فيرلاج اكتشافه في جزر الباهاماس حيث سمع الصحافيون شروحاً عن بنية الهرمين الغريقين، وحجم كل منهما 3 مرات حجم هرم خوفو في مصر. وهنا استعادت أسطورة أطلنتيس رونقاً، وبات من قبيل الاحتمال الموضوعي أن يكون الهرمان جزءاً من منظومة لتوليد الطاقة استعملتها تلك القارة في زمن مضى عليه الزمن.