رست سفينة «فينيقيا» الشراعية في جزيرة أرواد على الساحل السوري لتختتم رحلة استمرت اكثر من سنتين، استعادت السفينة خلالها رسم أول رحلة بحرية يعتقد أن البحارة الفينيقيين «أسياد البحار» قاموا بها عام 600 قبل الميلاد حول القارة الأفريقية لتمر بمحاذاة رأس الرجاء الصالح وتعود الى ارواد في البحر الأبيض المتوسط عبر مضيق جبل طارق. وكانت السفينة الخشبية البدائية المصنوعة بالطريقة والمواد ذاتها التي اعتاد الفينيقيون الأوائل استخدامها في صناعة سفنهم، وانطلقت من «ارواد» بقيادة القبطان الإنكليزي فيليب بيل وهو رحالة ومغامر وضابط سابق في البحرية البريطانية يرافقه 20 بحاراً في مغامرة ترمي إلى «محاكاة تجربة الرحلة الفينيقية الأصلية وحس الاستكشاف الذي تحلى به الفينيقيون وإعادة تقديمها إلى البشرية من جديد» في محاولة لإثبات أن الفينيقيين تمكنوا فعلاً من الإبحار حول رأس الرجاء الصالح قبل أن يفعل الأوروبيون ذلك بعد ألفي عام من تلك الرحلة الأولى المفترضة. وأثبتت السفينة «متانتها وسلاستها في الإبحار بعد هذه الرحلة التي قطعت فيها 17 ألف ميل، على رغم ما واجهته من عواصف وصعوبات». وبنى السفينة التي يبلغ طولها 21.5 متر السوري خالد حمود في حوض قديم لبناء السفن في جزيرة أرواد. وتعين على المشاركين في الرحلة ان ينسوا لشهور كل وسائل الرفاهية والراحة الحديثة مثل استخدام الحمامات ودورات المياه وصنابير الماء العذب أو محركات الطوارىء ومعدات الإنقاذ. يقول القبطان فيليب ان الرحلة جاءت لترد على مؤرخين شككوا بأن يكون الفينيقيون قد قاموا أصلاً بمثل تلك الرحلة، لاعتقادهم بأنه كان من الصعب على السفن الشراعية البدائية، كتلك التي اعتاد الفينيقيون الإبحار على متنها، أن تجتاز منطقة رأس الرجاء الصالح الخطيرة جداً. ويشير القبطان الى ان الفينيقين الذين لم ياخذوا حقهم في التاريخ اعطو البشرية الأبجدية الأولى وكانوا أول من اخترع نظام التأمين وأول من اهتدى بالنجوم خلال رحلاتهم، كما اكتشفوا النجم القطبي.