أكد رئيس الوزراء المصري الدكتور حازم الببلاوي المُضي قدماً في خريطة الطريق التي وضعها الجيش بالتوافق مع القوى السياسية والدينية والشبابية وعُزل بمقتضاها الرئيس السابق محمد مرسي، فيما دعا مؤسس حزب الدستور نائب الرئيس المُستقيل محمد البرادعي إلى التحلي بالشجاعة والإقدام على المصالحة بعد محاسبة كل من أجرم. في غضون ذلك، ترأس الرئيس الموقت المستشار عدلي منصور اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة أمس في مقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع في حي كوبري القبة، والذي عُقد لمناسبة الذكرى الأربعين لانتصارات أكتوبر. حضر الاجتماع القائد العام وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي ورئيس الأركان الفريق صدقي صبحي وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، وأعضاء المجلس من كبار قادة القوات المسلحة. وهنأ منصور، في أول اجتماع يرأسه للمجلس العسكري، القوات المسلحة بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، وأطمأن على جاهزية القوات المسلحة. كما جرى خلال اللقاء درس الأوضاع المتعلقة بالأمن القومي واستعداد القوات المسلحة القتالي لمواجهة أي طارئ. وتطرق النقاش إلى الأوضاع الأمنية الداخلية. وكان منصور قام بوضع أكليل من الزهور على قبور الجندي المجهول والرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر ومحمد أنور السادات، في حضور السيسي وصبحي وقادة الجيش. وقال رئيس الوزراء المصري الدكتور حازم الببلاوي في كلمة وجهها للشعب لمناسبة احتفالات السادس من أكتوبر إن البلاد تمر في هذه اللحظات بفترة دقيقة تتطلب من كل أبناء مصر التكاتف والتماسك، لافتاً إلى أن الحكومة تولت مهماتها في «ظل أوضاع أمنية بالغة القلق والاضطراب... واستعادت البلاد إلى حد بعيد الطمأنينة والأمان»، لكنه أوضح أن «اليقظة مطلوبة، لأن المخاطر ما تزال تلوح بعناصرها الخبيثة، وإن فقدت الكثير من قواها»، في إشارة إلى جماعة «الإخوان المسلمين» التي تلقت ضربات أمنية موجعة منذ عزل مرسي. وقال الببلاوي: «المسار السياسي لتحقيق خريطة الطريق يأخذ مجراه الطبيعي، ونأمل أن يستكمل دوره على خير وجه في القريب العاجل، ويطرح مشروع الدستور على الاستفتاء وينتخب البرلمان ورئيس الدولة». وفيما بدا أنه فتح لباب المصالحة، قال الببلاوي: «إن مصر تنادي أبناءها بالعودة إلى حضنها، بلا انقسام أو شقاق، مع التطلع إلى المستقبل». وجدد مؤسس حزب «الدستور» الدكتور محمد البرادعي دعوته لمصالحة وطنية. وقال في تدوينة كتبها على حسابه الخاص على موقع «تويتر»: «هل يمكن أن نشارك معاً في ذكرى نصر أكتوبر كمصريين، وتكون لدينا شجاعة المصالحة بعد محاسبة من أجرم كما كانت لدينا شجاعة المواجهة؟.. الخيار لنا». وغالباً ما تلقى دعوات البرادعي للمصالحة انتقادات وهجوماً حاداً من خصوم «الإخوان المسلمين»، خصوصاً بعدما استقال من منصب نائب رئيس الجمهورية عقب فض اعتصامي «رابعة العدوية» و «النهضة» في 14 آب (أغسطس) الماضي. كما دعا حزب «مصر القوية»، الذي يرأسه القيادي المنشق عن جماعة «الإخوان» عبدالمنعم أبو الفتوح، إلى نبذ الخلافات السياسية وجعل مناسبة نصر أكتوبر وقفة لمراجعة النفس والاعتراف بالأخطاء والسعي نحو التوحد على حب الوطن وعدم استغلال وإفساد اليوم لتحقيق مكاسب سياسية.