بدا واضحاً أن مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ستغادر القاهرة اليوم من دون تحقيق أي اختراق في الأزمة السياسية المصرية المتصاعدة، مع إصرار مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي ومعارضيهم على الاحتشاد في ميدان التحرير بالتزامن مع الذكرى الأربعين لحرب تشرين الأول (أكتوبر) 1973 التي توافق الأحد المقبل، ما أثار قلقاً من حدوث مواجهات. وتلتقي آشتون اليوم الرئيس الموقت عدلي منصور ووزير الدفاع عبدالفتاح السيسي ثم رئيس الوزراء حازم الببلاوي، بعدما التقت أمس وزير الخارجية نبيل فهمي، ورئيس لجنة تعديل الدستور عمرو موسي الذي لاحظ «تغيراً إيجابياً في الموقف الأوروبي»، وشيخ الأزهر أحمد الطيب الذي عبر لها عن «رفض أي تدخل أجنبي لتحجيم إرادة الشعوب»، وبطريرك الأقباط البابا تواضروس الثاني، والقياديين في «الإخوان» محمد علي بشر وعمرو دراج، إضافة إلى ممثلين عن حزب «النور» السلفي. ورغم تأكيدات ديبلوماسي أوروبي لوكالة «رويترز» أن هدف الزيارة «استكشاف احتمالات العودة إلى عملية انتقالية تشارك فيها الأطراف كافة»، إلا أن الناطق باسم الخارجية بدر عبدالعاطي نفى في شدة التطرق إلى الأوضاع الداخلية خلال لقاء آشتون وفهمي، ما بدا متسقاً مع استنفار السلطات المصرية إزاء ما تردد عن أن عودة آشتون تهدف إلى استئناف جهود الوساطة بين طرفي الصراع. وشدد عبدالعاطي على أن «أي تدخل خارجي أو طرح أي وساطة أجنبية لحل الأزمة في مصر هو أمر مرفوض تماماً». وقال ل «الحياة» إن «مسألة الوساطة مرفوضة شكلاً وموضوعاً وغير مقبولة على الإطلاق، وآشتون أكدت أنها لا تحمل أي مبادرات وأنها لا يمكن أن تتدخل في الشأن الداخلي المصري». وأضاف: «لم نتحدث عن الوضع الداخلي. الوقت لم يتسع... اللقاء ركز على العلاقات الثنائية، والاتحاد الأوروبي ينظر إلى المستقبل وضرورة المضي في خريطة الطريق». وكشفت الحكومة أمس تشكيل لجنة لإدارة أموال «الإخوان»، تنفيذاً لحكم قضائي صدر الشهر الماضي بحظر نشاط الجماعة والتحفظ على أموالها وحل جمعيتها. وسيرأس اللجنة، بحسب القرار الحكومي، ممثل عن وزارة العدل، وستضم ممثلين عن وزارات الداخلية والمال والتضامن الاجتماعي والتنمية المحلية، إضافة إلى البنك المركزي وجهاز الأمن القومي وهيئة الرقابة المالية والهيئة العامة للاستثمار. ميدانياً، تحولت احتفالات مصر بالذكرى الأربعين ل «نصر أكتوبر» المقررة الأحد المقبل، إلى مبارزة في حشد الأنصار بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي ومعارضيه، ما أثار مخاوف من حدوث مواجهات في الشارع بين الطرفين. وأعلنت أمس حركة «تمرد» التي لعبت دوراً رئيسياً في الحشد للتظاهرات ضد مرسي، أنها بصدد التظاهر الأحد «للاحتفال بانتصارات السادس من أكتوبر»، ودعت المصريين إلى «الاحتشاد أمام قصر الاتحادية الرئاسي وميدان التحرير وفي كل ميادين مصر احتفالاً بهذا النصر العظيم الذي سجله التاريخ بانتصارنا على العدو الصهيوني، وكي نؤكد أن الشعب المصري لا يخشى تهديد تنظيم الإخوان الإرهابي، وانه لا يوجد شخص أو حزب أو جماعة أو تنظيم يقف أمام إرادة الشعب المصري». في المقابل، تكثف جماعة «الإخوان» تحركاتها للحشد في اليوم نفسه تحت شعار «الشعب يريد إسقاط الانقلاب». وكشف ل «الحياة» القيادي الشاب في «الإخوان» في الإسكندرية عمرو مجدي أنه «يتم الإعداد لخروج مسيرات من الشوارع والمناطق تتجمع أمام منشآت نوعية وأماكن حيوية في البلاد حتى نرسل برسالة قوية إلى السلطة القائمة». وساد الهدوء أمس ميدان التحرير بعد ليلة من الاشتباكات بين مؤيدي الرئيس المعزول الذين تجمعوا مساء أول من أمس في الميدان للمرة الأولى ومعارضيه. وكانت الاشتباكات بدأت عندما ردد عشرات من أنصار «الإخوان» في الميدان هتافات مناهضة للقوات المسلحة والشرطة فاشتبك معهم الأهالي من جهة شارع طلعت حرب وتدخلت قوات الشرطة لفض الاشتباكات وفضت التجمع.