نشأت المغنية الكندية من أصول عراقية نوفا عماد وترعرعت في بيت فني عريق في كنف والديها سيتا هاكوبيان «فيروز العراق» والمخرج عماد بهجت. وصقلتها تجارب المهنة ومشقاتها إلى أن أصبحت فنانة شابة تتميز بعذوبة الصوت ونقائه ودفئه ونكهته الأوبرالية، فضلاً عن نظافة لونها الغنائي شكلاً ومضموناً. تستعد الفنانة الشابة لإصدار ألبومها الجديد «غربة» قريباً، وتتحدث عن الحب والسلام والتلاقي مع الآخر. بدأت حياتها الفنية عبر ثلاث محطات: الأولى في العراق وهي مرحلة الهواية وأداء بعض الأغنيات أمام الأهل والأقارب، وفي الحفلات المدرسية. والثانية في قطر حيث تعرفت على عازف العود الأردني توماس الحمد وغنت على وقع معزوفاته وسط مجموعة من الأصدقاء وفي الجلسات العائلية. أما المحطة الثالثة فكانت في كندا حيث التقت مجدداً الفنان الأردني الذي قدمها لفريق من عازفي الجاز في أوتاوا اسمه «جوي فيوشن». وكان أسلوبه في الحفلات غير مألوف فنياً إذ كان يطلب من الجمهور أن يختار لحناً يرغب في سماعه، ويقوم الفريق، ومنه نوفا، بالبناء عليه وارتجال معزوفة أو أغنية عربية أو أجنبية تتطابق مع هذا اللحن. علماً أن هذا الأسلوب على المسرح، كما تقول نوفا ل «الحياة»، كان يتطلب كثيراً من الحنكة والجرأة والتحدي». وترى نوفا أن عام 2005 كان «بداية خاصة في مشوارها الفني، ومحطة مهمة على طريق الاحتراف». فسجلت أولى أغنياتها «مشاعر» لدى موزع أغانٍ في تورونتو، وهي أغنية عربية على لحن أجنبي راقص. وما أن أذيع العمل على بعض المحطات الكندية ومواقع التواصل الاجتماعي حتى لاقى إعجاباً واسعاً في أوساط الشباب الكنديين، الأمر الذي شجعها على المشاركة في مسابقة مهرجان أفضل أغنية عالمية واحتلالها مرتبة متقدمة بين 150 ألف أغنية من 88 بلداً. بعد هذه النجاحات توجهت نحو أوروبا وشاركت مع فريق «جوثان بروجكت» بأغنية عن السلام عنوانها «الاختلاف»، جمعت فيها بين الموسيقى العربية والتانغو، وسنحت لها فرصة اللقاء مع فنانين أجانب وعازفين لألوان مختلفة كالجاز والهيب هوب والفلامنكو والراب. ووفرت لها التجربة «موقعاً فنياً واسماً خاصاً وجمهوراً عربياً وأجنبياً على المواقع الإلكترونية داخل كندا وخارجها». ولادة «غربة» شكلت أغنية «غربة» المستوحاة من مقطع لأغنية عراقية تراثية (جي مالي والي متعذبة بدنياي) انعطافاً فنياً كبيراً في حياة نوفا الغنائية والموسيقية، فإضافة إلى انتشارها الواسع والتزامها قضايا الوطن والغربة والحب وجمعها للأصالة والحداثة، شكلت عنوان ألبومها الأول ومولودها الفني الذي أبصر النور بعد عشر سنوات من العمل. وطبيعي أن تتصدر «غربة» ثماني أغنيات بما فيها أغنية «كلمة» للكاتب والشاعر والصحافي الكندي السوري أحمد معروف، وكلها كتبت باللغة العربية ما عدا واحدة ناطقة بالفرنسية، ونفذت بالتعاون مع فنانين عرب وعراقيين وأجانب. وتؤكد نوفا أن بعض أغنيات الألبوم صورت فيديو كليب وأخرجتها أختها نايري، وأن الألبوم سيكشف بعض المفاجآت بعد صدوره في غضون أيام. وانخرطت نوفا في أعمال فنية مختلفة. فشاركت في المهرجان الرابع عشر للسلام العالمي في أوتاوا عام 2004 ومهرجان المسرح الحر في عمان عام 2010 ومهرجان الفنانين العراقيين في تورونتو، فضلاً عن مشاركتها في تأدية ثماني أغنيات مع فنانين أجانب، وفي وضع موسيقى تصويرية لمقدمات بعض الأفلام والمسلسلات العربية (الفيلم الفلسطيني- الكندي «سوق الخميس» والمسلسل الكندي العالمي «الملاذ»). وتلخص تجربتها الفنية بالقول: «أسعى إلى التوفيق بين الموسيقى الغربية والغناء العربي والعراقي الأصيل. وأحرص على مواكبة العصر والحداثة في تقديم الأغنية التقليدية بأسلوب لا يشوه أصالتها. كما آمل أن أكون سفيرة فنية لبلدي العراق وأن تشكل أغنياتي رسائل للحرية والحب والسلام والإنسان أينما كان».