تعهدت حركة «طالبان» ب «إدارة» أفغانستان مرة أخرى وتولي الحركة زمام الأمور في البلاد، بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) اعتباراً من نهاية العام المقبل. ونقلت صحيفة «ديلي ميرور» الصادرة في لندن امس، عن القيادي الميداني في الحركة قاري نصر الله قوله: «نحن نسير نحو النجاح في افغانستان، ونقترب من تحقيق النجاح الكامل لأن معظم انحاء البلاد هي الآن تحت سيطرتنا، بعد أن حقق مقاتلونا نجاحات ضخمة في العديد من الهجمات». وأضاف: «سنحقق الانتصار بعد رحيل القوات الأجنبية من افغانستان لأننا نتوقع النجاح، وإنشاء الله ستعود افغانستان كما كانت من قبل امارة افغانستان الاسلامية بعد انسحاب قوات الناتو». ورفض القائد «الطالباني» تقديم اعتذار عن مقتل جنود التحالف، وقال: «عندما يقطع هؤلاء الجنود مسافة كبيرة لخوض حرب فبالتأكيد لن يتم استقبالهم بالزهور وستكون هناك وفيات بين صفوفهم». وقال: «استُشهد الآلاف من رجالنا ونحن لم نذهب وراء جنود التحالف في بلدان أخرى، لكن هم الذين جاؤوا إلى بلدنا وكانوا يعذبوننا وخربوا حكومتنا». وحول التقدم الذي احدثته قوة المساعدة الأمنية الدولية التابعة لحلف «الناتو»، قال قاري: «لا يمكن أن نقبل بأي نظام خارج الاسلام والقرآن اياً تكن الانجازات المزعومة، وكانت لدينا مدارس للبنات عندما كنا ندير افغانستان، لكنها كانت مدارس اسلامية منفصلة عن مدارس البنين». في الوقت ذاته، قالت مصادر في باكستان إن قادة من «طالبان» رفضوا لقاء الرجل الثاني في الحركة سابقاً الملا عبدالغني برادار في مدينة بيشاور الباكستانية، بسبب عناصر الأمن الباكستانية المرافقة له، مما يوجه ضربة لمحاولات استئناف محادثات السلام الأفغانية. وتعتقد أفغانستان والولايات المتحدة أن برادار المحتجز في باكستان منذ عام 2010 بيده مفتاح وقف الحرب في أفغانستان، نظراً الى ما كان لديه من نفوذ ما قد يتيح له إقناع رفاقه السابقين بوقف القتال. وأعلنت باكستان إطلاق سراح برادار في 20 أيلول (سبتمبر) الماضي، لكنه لا يزال خاضعاً لمراقبة مشددة من الباكستانيين المسؤولين عنه وهو ما قد يقوض دوره كصانع للسلام. وقال قيادي في حركة «طالبان» إن هناك شخصيات في الحركة رفضت التوجه إلى بيشاور للقاء برادر بسبب مسؤولي الأمن الباكستانيين المرافقين له. وقال المصدر انه «بعد إطلاق سراحه قضى برادر بعد الوقت في كراتشي والآن وصل إلى بيشاور لعقد اجتماعات مع أعضاء كبار في الحركة». وأضاف: «للأسف لم يوافق أحد من كبار قادة طالبان على رؤيته في بيشاور بسبب أفراد الأمن المحيطين به». ولم يتضح بعد مع من يريد برادر الاجتماع وكم من الوقت سيمكث في بيشاور. وكان مسؤولان أمنيان باكستانيان أكدا أن برادر في بيشاور لإجراء مناقشات أولية بخصوص عملية السلام. ولم تبدأ المحادثات رسمياً حتى الآن وما زال هناك أمل في استئناف المناقشات الرسمية حول مستقبل أفغانستان فور مغادرة برادر باكستان. غير أن الشك يساور الكثيرين اذ تشكك «طالبان» في الرجل الذي يعتبر مقرباً من السلطات الباكستانية. وقال مسؤول «طالباني» ان برادر «ليس حراً لذا يخشى الناس لقاءه». وكان برادر صديقاً مقرباً من زعيم «طالبان» الملا محمد عمر الذي أطلق عليه اسم «برادر» ويعني «الأخ». ويساور أفغانستان الشك في أن جارتها باكستان تحاول التأثير على شؤونها الداخلية وتطالب بتسلم برادر الذي ترى أنه لا يمكن اعتباره مطلق السراح طالما أنه على الأراضي الباكستانية.