تجري المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل محادثات تمهيدية مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي اليوم الجمعة لاستكشاف فرص إجراء تسويات لتشكيل "ائتلاف كبير" وذلك في مستهل مساومات معقدة قد تستمر بعد حلول العام الجديد. ويراقب شركاء ألمانيا الأوروبيون المناورات الائتلافية في برلين عن كثب خشية أن تؤدي أي تأخيرات إلى تأجيل قرارات تخص الاتحاد الأوروبي وتتعلق بإجراءات مهمة لمواجهة الأزمة المالية مثل مشروع طموح لتأسيس اتحاد مصرفي. وقالت ميركل في شتوتجارت قبل المفاوضات "أوروبا تراقبنا والعالم يراقبنا.. يجب علينا التحلي بالمسؤولية المشتركة لتشكيل حكومة مستقرة." ويعتبر الحزب الديمقراطي الاشتراكي الشريك المحافظ الأرجح لميركل لكنه قال إنه لن يهرع نحو عقد اتفاق. وستجري ميركل أيضا محادثات تمهيدية مع الخضر الأسبوع المقبل مما يجعل الشريكين المحتملين في منافسة. وقالت ميركل إن الفوز الكاسح الذي حققه حزبها المحافظ في انتخابات يوم 22 سبتمبر أيلول يؤكد ثقة الناخبين فيه. وأضافت "والان سأحاول بوضوح تبرير هذه الثقة بإجراء مشاورات جيدة." وتوجد مقاومة كبيرة بين أعضاء الحزب الديمقراطي الاشتراكي للدخول في "ائتلاف كبير" آخر مع ميركل وذلك بعد التحالف معها خلال فترتها الأولى في المنصب مما أدى إلى أسوأ نتائج يحققها الحزب منذ الحرب وكان ذلك في انتخابات 2009. وتهدف محادثات اليوم الجمعة إلى النظر في جدوى التوصل إلى تسويات سياسية. وبمجرد استكمال هذه المناقشات الأولية يجب أن يعطي 200 من كبار مسؤولي الحزب الديمقراطي الاشتراكي من شتى أنحاء ألمانيا الضوء الأخضر قبل أن يدخل الحزب في مفاوضات ائتلافية رسمية بشكل أكبر مع حزب ميركل المحافظ. وقال أندريا ناليس الامين العام للحزب الديمقراطي الاشتراكي "لا يزال السؤال مفتوحا حول ما إذا كان الأمر سيصل إلى محادثات ائتلافية رسمية." وأضاف أن تشكيل الحكومة في أكبر وأقوى اقتصاد في أوروبا قد يستغرق حتى ديسمبر كانون الأول أو يناير كانون الثاني.