أكد الكاتب الصحافي خالد السليمان أن الصحافة السعودية ليست قوية بما فيه الكفاية لانخفاض سقف الحرية، لذلك، كما يرى، يلجأ بعض الكتاب إلى ممارسة النقد غير المباشر، مؤكداً أن الصحافة السعودية «ضعيفة وتفتقد الحرية المطلقة المسؤولة». وقال السليمان في محاضرة نظمها نادي حائل الأدبي والثقافي مساء الأربعاء الماضي بعنوان: «دور النقد الصحافي في تصحيح الأخطاء»: أن لا كرامة لمقصر أو فاسد أو مسؤول فاشل، والمناصب العامة هي مواقع للخدمة وليست للتكريم ودور الصحافة يتجلى في كشف الإهمال، ومن الحلول تفعيل دور بعض المؤسسات»، مشيراً إلى اختلاف هامش الحرية بين الصحافة السعودية والصحافة الكويتية، باعتبار أنه نشأ وبدأ كاتباً في الكويت، ولكنّه قال: «أكتب في صحافة وطني وأطل على المجتمع من موقع قوة». أدار المحاضرة عبدالله الرشود والذي بدأ بمقدمة كتبها عن المحاضر. السليمان شدد في المحاضرة على دور المقالة الصحافية في نقد الأخطاء وأنه يكتب عن الواقع وعن المقصرين، «فلا ينبغي ممارسة الصمت في هذه الطفرة التي لن تتكرر في بلادنا قريباً، فالكتّاب نتاج بيئة التقصير والفساد، ويجب ألا يتولى المسؤولية إلا كفؤ، ولا يجوز لأي مسؤول أن يظن أنه فوق مستوى النقد، وليس ثمة مسؤول يتمنى الفشل ولا ناقد يتمنى فشل المسؤول. والمستهدف في النقد ليس المسؤول، بل أداؤه». وفي المداخلات تساءل المهندس حسني محمد جبر عن الدور الذي لعبته نشأة السليمان في الكويت، وكيف يمكن التخلص من نقد المجاملة والتطبيل؟ ورد السليمان مشيداً بصحافة الكويت «لوجود كوادر على أعلى مستوى لكن بعد الحرب تقوقعت، لأسباب سياسية واجتماعية، وأنا ولدت في بيئة جريئة وذات حرية». وقال: إنه تقدم بمقالة إلى جريدة «الجزيرة» في بداياته وقابل رئيس التحرير أربع مرات وفي آخر مرة قابله، لأجل نشر مقالة ولم يحصل ذلك، لكن «وبعد الشهرة طاردني للكتابة في صحيفته». وسأل علي العريفي هل يختلف السليمان الكاتب عن السليمان المغرد، فأجاب «بعد هذا العمر الطويل لا يهمني سوى الضمير الذاتي والفساد موجود في بلدنا، وتوجد له بيئة منتجة، وهيئة مكافحة الفساد لن يكتب لها النجاح»، مشيراً إلى مقالة له تطرق فيها إلى انشغال الهيئة بمتابعة قضية سرقة مستودعات من دون الترصد لمن يسرق البلايين، مطالباً أي مسؤول بالاستقالة عند الفشل. وتساءلت إحدى الحاضرات في قاعة القسم النسائي عن رأيه في زيادة الحرية في الصحافة السعودية؟ ورد السليمان قائلاً: «أتمنى أن تكون هناك حرية ضد المسؤول لكشف الفساد». كما تساءلت نوارة الشمري عن الفرق بين حرية الرجل والمرأة في الكتابة؟ فأجاب: «الكاتب يحمل رسالة، والكاتبات لا زلن يعانين من النظرة الأنثوية للقضايا كلها، فالكاتب يجب ألا يفرق بين الجنسين في الكتابة».