أعلن «الحرس الثوري» في إيران أمس، أنه يحقق في «حادث مروع» أسفر عن وفاة الضابط في قواته مجتبى أحمدي، لكنه نفى تقاريرتحدثت عن اغتياله. وكان موقع «ألبرز» الإلكتروني الإيراني أفاد هذا الأسبوع بأن أحمدي قُتل بالرصاص قرب بلدة كرج غرب طهران، لافتاً إلى أنه عضو في وحدة «الحرب الإلكترونية». وذكر الموقع المرتبط ب «الحرس»، أن أحمدي غادر منزله صباح الاثنين الماضي، وعثر عليه بعد ساعات مصاباً بطلقتين في قلبه. ونقل عن شاهد إن جروح أحمدي «تشير إلى اغتياله بمسدس من مسافة قريبة». وقال قائد في الشرطة المحلية إن شخصين على دراجة نارية، تورطا بقتله. وأوردت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أن أحمدي كان قائداً لوحدة «الحرب الإلكترونية»، مذكرة باغتيال 5 علماء نوويين إيرانيين وقائد البرنامج الصاروخي الإيراني، منذ عام 2007. وورد في بيان ل «الحرس الثوري»: «بعد حادث مروّع مرتبط بأحد مسؤولي الحرس، يجري تحقيق في الأمر ولم يُحدَّد سبب الحادث ودافع المهاجم». واعتبر بيانه «نفياً» لتكهنات باغتيال أحمدي، فيما قال مسؤول إيراني إن «نتيجة التحقيق ستُعلن من خلال قنوات رسمية، وأي تكهنات لن تكون مناسبة قبل انتهائه». في غضون ذلك، اتهم رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني «بعضهم» في الولاياتالمتحدة ب «محاولة تخريب الأجواء الجديدة» بين واشنطنوطهران، مشدداً على أن «تخصيب اليورانيوم في إيران لا يحتاج موافقة أميركا وآخرين». واعتبر أن «المفاوضات النووية لا يمكن عقدها الآن بالمنطق والأدبيات السابقة»، لافتاً إلى «وجوب إحياء هذه المفاوضات وفق حقائق جديدة، استطاع (الرئيس حسن روحاني) إظهارها إلى حد كبير، وندعمه في هذا المسار». أما العقيد رسول سنائي راد، وهو مساعد سياسي في «الحرس الثوري»، فدعا «المسؤولين المعنيين إلى مزيد من الدقة في الحوار مع الولاياتالمتحدة، نظراً إلى طابعها العدائي». وشدد على وجوب ألا يؤدي مبدأ «المرونة البطولية» في العلاقات الخارجية، إلى «التنازل عن السياسة الاستراتيجية للنظام والإضرار به». واعتبر هذا المبدأ «تكتيكاً هدفه تحقيق أهداف الثورة والنظام وقيمهما ومبادئهما، وإحكام السيطرة على الساحة، لا التفريط بها». أما تيار الأصوليين في البرلمان فشكر روحاني ل «دفاعه عن مبادئ السياسة الخارجية» الإيرانية خلال زيارته نيويورك، منبهاً إلى وجوب الامتناع عن «التعويل على أميركا وحسن الظن في نياتها». ورأى وجوب ألا يتجاوز الحوار مع واشنطن «الخطوط الحمر للنظام» في طهران. في المقابل، اعتبرت فائزة رفسنجاني، ابنة رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، أن الاتصال الهاتفي بين روحاني ونظيره الأميركي باراك أوباما «قد يؤدي إلى لقاء» بينهما. ولم تستبعد إلغاء شعار «الموت لأميركا»، كما حدث سابقاً مع شعار «الموت لروسيا»، لافتة إلى «كسر محظور» في العلاقات مع واشنطن. وأضافت: «كما أن لدينا علاقات مع قوى استعمارية سابقة، يمكننا إقامة علاقات مع الولاياتالمتحدة». وتطرقت إلى الملف النووي، قائلة: «خلال السنوات الثماني الماضية، لم يكن هدفنا بناء الثقة، بل إحداث توتر وإثارة أزمة جديدة يومياً. الآن نريد أن نُظهر للعالم ما نحن عليه حقاً. لا نريد أن نكذب ولا نسعى إلى توتر». في السياق ذاته، يأمل الإيرانيون بأن تثمر سياسة روحاني، رفع العقوبات التي تكبّل بلادهم. وقال مهدي ميرماضي، رئيس «غرفة التجارة الفرنسية - الإيرانية»: «نحن متفائلون، لكن الوضع خطر جداً. إذا لم تُرفع عقوبات بحلول 6 أشهر وبالدرجة الأولى العقوبات المصرفية، ستُقفل نصف الشركات التي ما زالت تستورد مواد أولية من أوروبا».