قتل خمسة مسلمين، هم 4 رجال وامرأة، في مواجهات طائفية شهدها غرب ميانمار بعد حوالى 3 أشهر من الهدوء، وأدت أيضاً وفق الشرطة، إلى جرح 4 بوذيين واعتبار بوذي آخر في عداد المفقودين. ويسلط ذلك الضوء على معاداة المسلمين في ميانمار ذي الغالبية البوذية والذي يضم حوالى 4 في المئة فقط من المسلمين، كما يثير تساؤلات حول فاعلية الإصلاحات التي استهلتها الحكومة بعد حل الحكم العسكري في آذار (مارس) 2011. وأوضحت الشرطة أن المواجهات الجديدة اندلعت قبل أيام في ثاندوي جنوب ولاية راخين، إثر خلاف عادي نشب بين بوذي من أقلية راخين ومسلم من أقلية كامان، وأشارت إلى حرق مئات من المتظاهرين البوذيين مسجداً وحوالى 60 منزلاً منذ السبت في قرية تبعد حوالى 20 كيلومتراً من ثاندوي، فيما صرح مسلمون بأنهم «مرعوبون من التصعيد». وتتزامن الأحداث مع بدء الرئيس ثين سين أول من أمس زيارة لا سابق لها إلى غرب البلاد شملت عاصمة ولاية راخين، سيتوي، وثاندوي نفسها. وهو طالب بعدم التحريض على العنف، وقال مخاطباً زعماء محليين: «لا تكفي سيطرة الجيش والشرطة، فالحرائق وأعمال القتل والعنف لن تتوقف إلا بعد أن تلعبوا دوراً في السيطرة على الوضع». وأول من أمس، حضت المجموعة الدولية للأزمات في تقرير، حكومة ميانمار على التصدي لأسباب التوتر، وعدم الاعتماد فقط على إجراءات الأمن. وقال جيم ديلا جياكوما، مدير برنامج آسيا في المجموعة: «على الحكومة والمجتمع عمل المزيد لمحاربة الخطاب المتطرف، إذ لا يمكن ميانمار في اللحظة التاريخية للإصلاح والانفتاح أن تصبح رهينة لعدم التسامح والتعصب». وشهدت راخين عام 2012 مواجهات بين بوذيين ومسلمين من أقلية الروهينجيا التي لا يحمل أصحابها جنسية ميانمار، ما أسفر عن أكثر من 240 قتيلاً و140 ألف نازح غالبيتهم من المسلمين الذين يعيشون حالياً في مخيمات. وتمددت المواجهات التي رافقتها حملات قادها رهبان بوذيون متشددون، إلى مناطق أخرى من البلاد، وباتت تشمل مسلمين مجنسين، ما أسفر عن عشرات القتلى منذ مطلع السنة.