اندلعت أمس اشتباكات عنيفة بين الشرطة المصرية وناشطين في مدينة الإسكندرية نظموا تظاهرات للمطالبة بالقصاص لأيقونة «ثورة 25 يناير» الشاب خالد سعيد الذي قُتل بالتعذيب على أيدي شرطيين، بالتزامن مع إعادة محاكمة قاتليه، فيما بدأت جماعة «الإخوان المسلمين» وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي التصعيد في الجامعات وصولاً إلى يوم الأحد المقبل الذي توعدوا فيه الحكم الموقت بتظاهرات غير مسبوقة في قلب ميدان التحرير في القاهرة. وكانت محكمة جنايات الاسكندرية أرجأت أمس محاكمة شرطيين دينا بقتل خالد سعيد إلى جلسة 2 كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وقُتل سعيد في عام 2010 إثر تعذيبه في أحد أقسام الشرطة، فيما قالت وزارة الداخلية حينها إنه توفي إثر ابتلاعه لفافة من مخدر «البانغو». ونُشرت صور له رجحت فرضية تعرضه لتعذيب وحشي، ما أشعل الغضب في نفوس شبان دشنوا صفحة باسمه على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، انطلقت منها الدعوة الأولى إلى التظاهرات التي تحولت إلى انتفاضة شعبية جارفة أجبرت الرئيس السابق حسني مبارك على التنحي. وقضت محكمة أول درجة بسجن أمين الشرطة محمود صلاح محمود ورقيب الشرطة عوض إسماعيل سليمان 7 سنوات، لكن أعيدت محاكمتها بعدما قبلت محكمة النقض الطعن على الحكم. ومن المقرر أن تستمع المحكمة في جلستها المقبلة إلى شهادة الأطباء الشرعيين الذين تولوا تشريح جثمان سعيد. وكان عشرات الناشطين من حركات شبابية عدة نظموا وقفة احتجاجية على سلالم المحكمة أمس، وهو تصرف طالما رافق جلسات القضية، ورددوا هتافات ضد الشرطة وممارساتها، ووزعوا بياناً قال إن «الأيام تمضي وحق الشهيد خالد سعيد مفجر ثورة 25 يناير وملهم ثورات الربيع العربي لم يأت بعد». وانتقد «ممارسات النظم الفاشية من سحل وتعذيب». وأثارت هتافات الناشطين قوات الأمن التي تواجدت بكثافة أمام المحكمة فطلبت منهم الانصراف بحجة تعطيلهم المرور أمام المحكمة وإغلاق سلالمها، لكنهم رفضوا الانصراف، فحاولت قوات الأمن فض تجمعهم بالقوة ما أدى إلى اشتباكات حين احتجزت الشرطة ثلاثة ناشطين. وفض الجنود التظاهرة باستخدام الدروع والهراوات، لكن الناشطين تجمعوا مرة أخرى على طريق الكورنيش وسادت حال من الكر والفر بين المتظاهرين والشرطة. وقال شهود ل «الحياة» إن قوات الشرطة اعتقلت أكثر من 20 ناشطاً. في غضون ذلك، بدأ «الإخوان» سيناريو التصعيد الذي توعدوا به السلطات الموقتة مع بداية تشرين الأول (أكتوبر) الجاري وصولاً إلى تظاهرات قالوا إنها ستحتشد في ميدان التحرير الأحد المقبل. وتظاهر أمس مئات من طلاب «الإخوان» أمام البوابة الرئيسة لجامعة القاهرة قرب ميدان النهضة الذي شهد اعتصاماً لأنصار مرسي استمر أكثر من 40 يوماً وانتهى بفضه بالقوة في 14 آب (أغسطس) الماضي ما أسقط مئات القتلى والمصابين. وأطلق المتظاهرون ألعاباً نارية في وجه قوات الشرطة التي أغلقت الميدان، لمنع طلاب «الإخوان» من معاودة الاعتصام فيه. وكثفت قوات الشرطة من تواجدها أمام بوابات جامعة عين شمس في القاهرة قرب مقر وزارة الدفاع في حي كوبري القبة. ونظم طلاب «الإخوان» وقفة احتجاجية داخل الجامعة. ونشبت اشتباكات عنيفة بين طلاب «الإخوان» ومعارضي الجماعة في جامعة المنصورة، بعدما نظم أنصار مرسي مسيرة هتفوا فيها ضد الجيش والشرطة، فيما رفع معارضوه صوراً لوزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، ما سبب مناوشات تحولت إلى اشتباكات عنيفة استمرت أكثر من ساعتين وسط حال من الكر والفر وأدت إلى سقوط جرحى. وفض أهالي مدينة شبين الكوم في محافظة المنوفية في الدلتا مسيرة لأنصار مرسي بعد كر وفر بين المتظاهرين والأهالي، وهو ما تكرر في مدينة السويس. من جهة أخرى، دهمت قوات من الشرطة والجيش أمس قرية السرو في محافظة المنياجنوب مصر لتوقيف مُشتبه بتورطهم في محاولة اغتيال أسقف المحافظة للأقباط الأرثوذكس الأنبا مكاريوس. وأوقفت القوات عدداً من المشتبه بضلوعهم في الحادث، فيما أعلنت وزارة الداخلية توقيف متهم رئيس في الهجوم على قسم شرطة كرداسة وقتل 11 من ضباطه وجنوده والتمثيل بجثثهم في 14 آب الماضي أثناء فض اعتصامي أنصار مرسي.