أكدت وزارة الداخلية السعودية أنها قبضت على 33 شخصاً حتى الآن ممن ثبت تورطه أو تم الاشتباه بعلاقته بجريمة «الدالوة» بمحافظة الأحساء (شرق السعودية). وأوضح المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي في رسالة هاتفية نصية ل«الحياة» أمس، أن العمل الأمني لا يزال جارياً، وسيتم إظهار نتائج التحقيقات بعد استكمالها، واتضاح الحقائق الكاملة عن كل ما يتعلق بالجريمة الإرهابية وأبعادها وأهدافها. وكانت الأجهزة الأمنية السعودية ألقت القبض ليل أول من أمس في عرعر شمال السعودية على مطلوب أمني يشتبه في تورطه بجريمة الأحساء، وتفيد معلومات أن هذا المطلوب عائد من سجون العراق وقد حكم بالإعدام. كما تم ظهر أمس، القبض على أحد المشتبه بهم في منزله بحي السلمانية بمدينة الهفوف. إلا أنه لم يتسن الحصول على تصريح رسمي، حول تفاصيل الإيقاف. وتردد أن عملية إلقاء القبض على المطلوب شهدت تبادل إطلاق نار بين قوات الأمن والمشتبه به، إلا أن شهود عيان أكدوا ل «الحياة» أنها تمت «بهدوء وسلاسة، ومن دون مقاومة تذكر من جانب المقبوض عليه». ومنذ إعلان السلطات الأمنية السعودية القبض على أفراد من الخلية التي نفذت جريمة «الدالوة»، كان لافتاً أن الخلية الجديدة اختارت طريقاً مغايراً عن هجمات تنظيم «القاعدة» طوال تاريخها الدموي في السعودية، إذ كانت تشن هجماتها في السابق ضد رجال الأمن، والمنشآت الحيوية، والمرافق الحكومية، وتجمعات المقيمين الغربيين، إلا أن خلية «الدالوة» اختارت طريقاً طائفياً بعد استهدافها حسينية في «يوم عاشوراء»، وهي محاولة قال مراقبون إنها تهدف إلى ضرب المجتمع وتقسيمه طائفياً، بعد الفشل الكبير الذي تعرضت له «القاعدة» في السعودية من العام 2003. وفي حين تعمل السعودية على تعزيز التعايش داخل المجتمع، ونبذ وتجريم أشكال الطائفية كافة، التي انتهت بالقبض على رموز دينية وإغلاق قنوات طائفية، إلا أن جريمة «الدالوة»، زادت من تماسك السعوديين واتحادهم ضد محاولات ضرب المجتمع، إذ توالت تصريحات الشجب والاستنكار في اليومين الماضيين من مفكرين وأدباء من أطياف المجتمع كافة، إضافة إلى استنكار أعلى مؤسسة دينية في السعودية، التي وصفت الجريمة بأنها «بشعة». ويرى الخبير الأمني الدكتور يوسف الرميح أن «القاعدة» منهارة منذ فترة طويلة في السعودية، وفي كل مرة تحاول إحياء نشاطها تقابل بخسائر موجعة، بيد أنها قامت بمحاولات عدة لإثبات نجاحها من خلال الاعتداء على المواطنين ورجال الأمن والأجانب المقيمين في السعودية والمنشآت النفطية، إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، وهو ما دفعها من جديد للاعتداء على الشيعة، في محاولة يائسة لإنجاح مخططاتهم. وأوضح الرميح ل«الحياة» أن الضربات الاستباقية التي نفذتها قوات الأمن في وقت وجيز والإطاحة بعدد كبير من الخلية الإرهابية وقتل بعضهم، أصابت «القاعدة» في مقتل، وجعلتها تحتضر وفي طريقها للموت. لافتاً إلى أن الطريق الجديد الذي تنتهجه الفئة الضالة بالاعتداء على الشيعة أثبت فشله باكراً، من خلال ما أظهره السنة والشيعة من تلاحم واستنكار وإدانة لتلك الجريمة. وكان عدد من علماء القطيفوالأحساء أصدروا بياناً حول الجريمة الإرهابية التي وقعت في قرية الدالوة بمحافظة الأحساء، مشددين على المسؤولية الشرعية والاجتماعية التي تحتم علينا صيانة المجتمع ووحدته والحفاظ على نسيجه الاجتماعي، وعدم المساس بأمنه ووحدته وتلاحمه، والوقوف بوجه أي تطرف أو إرهاب فكري أو حركي. وكانت هيئة كبار العلماء في السعودية سارعت بالاستنكار، ووصفت ما حصل ب«الاعتداء الآثم والجريمة البشعة»، لما انطوى عليه هذا الفعل من هتك لحرمة النفس المعصومة، وإخلال بالأمن والاستقرار، وتعريض حياة المواطنين الآمنين المطمئنين للخطر.