بعد مخاض عسير وطول انتظار، أصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مساء الجمعة قراراً رئاسياً بتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة خالد محفوظ بحاح وتسمية أعضائها، بالتزامن مع إقرار مجلس الأمن الدولي عقوبات على الرئيس السابق علي صالح وقائدين من جماعة الحوثيين تتضمن منع السفر وتجميد الأصول. وتألفت الحكومة من 34 حقيبة ذهبت فيها وزارة الدفاع إلى اللواء محمود الصبيحي الذي كان يشغل منصب قائد المنطقة العسكرية الرابعة، كما آلت وزارة الداخلية إلى اللواء جلال الرويشان الذي يشغل منصب رئيس جهاز الأمن السياسي، في حين احتفظ وزير المالية محمد زمام بمنصبه وتم تعيين السفير عبدالله أحمد الصايدي وزيراً للخارجية. وضَمِنَ ستة وزراء كانوا في حكومة باسندوة بقاءهم في الحكومة الجديدة إلى جانب وزير المالية المحسوب على هادي، وهم وزير الكهرباء والطاقة الإصلاحي عبدالله الأكوع الذي بقي في وزارته، ووزير الشؤون القانونية الاشتراكي محمد المخلافي الذي بقي في وزارته، ووزير الشباب الرياضة معمر الإرياني (مؤتمر) الذي أصبح وزيراً للسياحة، ووزير التخطيط والتعاون الدولي الإصلاحي محمد السعدي الذي أصبح وزيراً للتجارة والصناعة، ووزير التربية والتعليم الإصلاحي عبدالرزاق الأشول الذي أصبح وزيراً للتعليم الفني والمهني، ووزير الزراعة فريد أحمد مجور المحسوب على هادي الذي احتفظ بوزارته. وضم التشكيل الجديد في أغلبه وجوهاً جديدة غير معروفة من المستقلين ومن المحسوبين على الرئيس هادي ودائرة المقربين منه، وذهبت أربع حقائب للسيدات، إذ تم تعيين الأديبة والناشطة أروى عبده عثمان وزيرة للثقافة، والصحافية نادية السقاف وزيرة للإعلام، وقبول محمد عبدالملك المتوكل، التي اغتيل والدها قبل أيام في صنعاء، وزيرة للشؤون الاجتماعية والعمل، وسميرة خميس عبيد وزيرة للدولة. وراعى التشكيل الجديد التساوي في عدد الحقائب بين الشماليين والجنوبيين، فعلى رغم أن الأطراف السياسية كانت فوضت هادي ورئيس وزرائه بحاح تشكيل حكومة كفاءات (تكنوقراط) بعيداً من المحاصصة، إلا أنها خضعت ضمناً لمحاصصة غير معلنة كان الخاسر الأكبر فيها حزب المؤتمر الشعبي العام (حزب الرئيس السابق) الذي حظي بحقيبة وزير للدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى، وشغلها الوزير المخضرم أحمد الكحلاني القريب أيضاً من الحوثيين. وحصل التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون)على أربع وزارات هي الكهرباء، والتجارة والصناعة، والثروة السمكية، والتعليم الفني والمهني. إلى جانب ممثل للسلفيين هو محمد موسى العامري رئيس حزب الرشاد السلفي، والذي عين وزيراً للدولة عضواً في مجلس الوزراء. في حين لم تشترك جماعة الحوثيين في شكل رسمي في الحكومة باستثناء بعض الأشخاص القريبين منها لجهة انتمائهم إلى أسر هاشمية، مثل أمين عام حزب الحق حسن زيد الذي عين وزيراً للدولة، وقبول المتوكل وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل عن حزب اتحاد القوى الشعبية، ومحمد محمد يحي المطهر المعيّن وزيراً للتعليم العالي والبحث العلمي، وكذا الوزير أحمد الكحلاني. وحصل السفير السابق ورئيس منظمة العمل العربية أحمد محمد لقمان على منصب وزير الخدمة المدنية والتأمينات، وهو اشتراكي سابق، وعلوي محمد عبد القادر بافقيه على وزارة شئون المغتربين، وعبدالرقيب فتح الأسودي وزيرا للإدارة المحلية، ومحمد عبدالله بن نبهان على وزارة النفط والمعادن، ومحمد عبدالواحد الميتمي على وزارة التخطيط والتعاون الدولي، ولطفي محمد سالم باشريف على وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات. كما أسندت وزارة التربية والتعليم إلى عبداللطيف حسين حيدر، وحصل رياض ياسين عبدالله على وزارة الصحة والسكان، ورأفت محمد علي الأكحلي على وزارة الشباب والرياضة، ووحي طه أمان على وزارة الأشغال العامة والطرق، وعزي هبة الله شريم على وزارة المياه والبيئة، وبدر محمد مبارك باسلمة على وزارة النقل، وخالد عمر عبد الله باجنيد على وزارة العدل، وفهد سالم كفاين على وزارة الثروة السمكية. وآلت وزارة حقوق الإنسان إلى الناشط الحقوقي عز الدين الأصبحي، ووزارة الأوقاف والإرشاد إلى فؤاد عمر بن علي بن الشيخ أبوبكر، في حين استحدثت وزارة جديدة لشؤون مخرجات الحوار الوطني وأسندت إلى غالب عبدالله مطلق. ورحبت مجموعة الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية ممثلة بالدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، بإعلان تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة. واعتبر سفراء المجموعة في بيان مشترك أصدروه عقب إعلان الحكومة مباشرة «تشكيل الحكومة خطوةً هامةً لتحقيق تطلعات الشعب اليمني عبر حكومة مكوّنة من الكفاءات التي ستعمل على مواجهة التحديات الاقتصادية والإنسانية والسياسية والأمنية المتعددة التي تواجه اليمن». وأكد السفراء العشرة تشجيع بلدانهم جميع الأطراف، والعناصر السياسية في اليمن على تقديم دعمهم الكامل للحكومة الجديدة انسجاماً مع التزامهم الكامل المحدد سابقاً للرئيس هادي ورئيس الوزراء خلال عملية تشكيل الحكومة. وتابعوا: «لدينا ثقة بأن الوزراء الجدد سيفعلون كل ما في وسعهم خلال الأيام القادمة لتنفيذ اتفاق السِّلم والشراكة الوطنية ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية». ورحبت الولاياتالمتحدة بتسمية أعضاء الحكومة اليمنية الجديدة برئاسة خالد محفوظ بحاح، وقال الناطق الرسمي باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض برناديت ميهان في بلاغ صحافي أمس: «ترحب الولاياتالمتحدة بتسمية حكومة يمنية جديدة وتشيد بجهود الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الوزراء خالد بحاح وبالقيادة السياسية في البلاد وبأطياف المجتمع اليمني الذين عملوا سوياً لتشكيل حكومة جامعة قادرة على تلبية تطلعات الشعب اليمني بشكل أفضل».