قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبى إن الرئيس بشار الأسد «خيار الشعب السوري»، مشيراً إلى أن «كل الشعب السوري يطالب أن يكون الأسد رئيساً شاء من شاء وأبى من أبى». وقال الزعبي خلال ورشة عمل بعنوان «الإعلام الوطني والتحديات الراهنة» في أحد فنادق دمشق أمس: «سورية باقية، الدولة والوطن والشعب والرئيس. هذا خيار السوريين»، مضيفاً: «كل الشعب السوري الشريف والمناضل والقوي والوطني في قواتنا المسلحة ومدنيينا وكل الناس يطالبون بأن يكون الرئيس بشار الأسد رئيساً لهذه الدولة شاء من شاء وأبى من أبى من المعارضة، ومن الأميركيين ومن الخونة ومن العملاء». وعن احتمال ترشح الأسد إلى ولاية رئاسية ثالثة بعد انتهاء ولايته الحالية صيف العام المقبل، قال الزعبي إن «من حق رئيس الجمهورية أن يتخذ القرار الذي يريد في هذا الوقت». وكان الرئيس السوري قال في مقابلة أجراها معه التلفزيون الصيني «سي سي تي في» في 23 الشهر الماضي إن مسألة ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة «تعتمد على رغبة الشعب السوري». وأضاف: «إن كان الشعب السوري يرغب في أن أترشح فمن البديهي أن أقبل. عدا عن ذلك سيكون جوابي لا». ورأى الزعبي في كلمته اليوم أن معارضي النظام السوري «لا يملكون الجرأة على الذهاب إلى صناديق الاقتراع»، معتبراً أنهم «لو ملكوا هذه الجرأة لما وصلنا إلى هنا». وترفض المعارضة السورية أي تفاوض حول حل للأزمة لا يشمل رحيل الأسد وأركان النظام عن السلطة. وكان الزعبي أكد في لقاء مع التلفزيون السوري أول من أمس، أن الحكومة السورية ستذهب إلى مؤتمر «جنيف-2» لمحاورة معارضة وطنية مستقلة لديها مشروع وبرنامج ورؤية سياسية حقيقية ولن تتحاور مع «إرهابيين قتلة» تلطخت أيديهم بدماء السوريين. وأشار إلى إن انعقاد مؤتمر جنيف في حاجة إلى «شروط موضوعية وأساسية في مقدمها إغلاق تركيا والدول المجاورة لحدودها مع سورية في وجه الإرهابيين والأسلحة وإيقاف السعودية وقطر إرسال الأموال والإرهابيين وإقامة معسكرات تدريب لهم وأن تعلن عن ذلك بوضوح لا لبس فيه ولا مواربة». وبعدما أشار إلى أن الوضع العسكري على الأرض «جيد»، اعتبر الزعبي قرار مجلس الأمن الدولي 2118 تحصيل حاصل لما أعلنت سورية عنه وهو انضمامها إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والتزامها كل ما يتطلبه هذا الانضمام. واعتبر أن حديث البعض عن تنازل سورية عن ورقة ردع استراتيجية لصالح إسرائيل يأتي من منطق «المهزوم» الذي يحاول أن يدعي أنه منتصر، وقال إن سورية لا تعتبر ما جرى تنازلاً لأنه ليس كذلك بل نوعاً من الانسجام بين جملة معطيات أي بين خطابها السياسي والواقعية السياسية وتطلعاتها وأهدافها وهي منذ عام 2003 تطالب بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، لكن من رفض ذلك هي الولاياتالمتحدة لأنه يعني تفكيك أسلحة الدمار الشامل الإسرائيلية الكيماوية والنووية. إلى ذلك، واصل الدولار الأميركي انخفاضه أمس إلى أدنى مستوى له منذ أربعة أشهر نتيجة جملة من الإجراءات قامت بها الجهات المختصة مع شركات الصرافة والمتعاملين بالسوق السوداء مع توقف أغلب عمليات الاستيراد أدت إلى تراجع سعر صرف الدولار الأميركي من نحو 210 ليرات سورية إلى أقل من 165 ليرة خلال أيام.