تمكنت وحدات مشتركة من القوات اليمنية الخاصة فجر أمس من تحرير عدد من كبار القادة العسكريين والجنود، بعدما استعادت السيطرة على المبنى الرئيسي في مقر قيادة المنطقة الثانية في مدينة المكلا (كبرى مدن حضرموت) الذي استولى عليه أول من أمس عناصر من تنظيم»القاعدة»، كما واصلت محاصرة باقي المباني التي يتحصن فيها المسلحون، سعياً لإطلاق باقي الجنود المحتجزين. وأكدت مصادر عسكرية ل «الحياة»، أن الاشتباكات «استمرت طوال النهار مع مسلحي التنظيم، الذين ما زالوا يحتجزون حوالى 40 عسكرياً ويرفضون الاستسلام»، مؤكدة سقوط حوالى عشرة قتلى، بينهم ثلاثة من»القاعدة». وأوضحت المصادر»إن قوات مشتركة من وحدات مكافحة الإرهاب وما كان يسمى الحرس الجمهوري سابقاً «سيطرت فجر أمس على المبنى الرئيسي في مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية، واستطاعت تحرير كبار القادة وبينهم رئيس أركان المنطقة العميد عبد الكريم السعدي وقائد العمليات العميد علي الخيشمي ونائب قائد المنطقة لشؤون التدريب العميد خالد محمد بن طالب، ورئيس شعبة شؤون الأفراد العقيد علي باراس». وأضافت «أن بين القتلى الذين سقطوا خلال اقتحام عناصر»القاعدة» أول من أمس، مقر المنطقة العسكرية الثانية نجل رئيس أركان المنطقة، بالإضافة إلى رئيس شعبة المدفعية العقيد سالم شبوة وقائد الحماية المقدم وليد واكد». إلى ذلك، أعلنت السلطات أن مسلحين مجهولين يرجح أنهم من»القاعدة» اغتالوا أول من أمس، ضابطاً في المباحث الجنائية في مديرية الشحر التابعة لمحافظة حضرموت يدعى نديم غازي العدني. وجاء على موقع وزارة الدفاع «أن الحادث وقع أثناء عودة الضابط إلى منزله حين أصيب برصاصة اخترقت يمين العنق لتخرج من العين اليسرى» . وينشط تنظيم»القاعدة» في جنوب وشرق اليمن، وعلى رغم الضربات التي تلقاها في العامين الأخيرين وأدت إلى مقتل عدد من قادته والعشرات من عناصره إلا أن هجماته الأخيرة أخذت تزداد ضراوة وجرأة في اقتحام المواقع العسكرية المحصنة، كما استمر في اغتيال كبار الضابط في الجيش والأمن. على الصعيد السياسي، توقعت مصادر مطلعة في صنعاء، أن يعود مستشار الأمين العام للأمم المتحدة مبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر إلى البلاد مساء ليواصل جهوده في التوفيق بين الأطراف المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني. في السياق ذاته حددت رئاسة مؤتمر الحوار غداً موعداً أخيراً لفرق الحوار لتسليم تقاريرها تمهيداً لتحديد موعد لانطلاق الجلسة الختامية للحوار التي كان تعذر انعقادها في الموعد المحدد في 18 أيلول(سبتمبر) الماضي بسبب الخلافات التي نشبت بين أفرقاء الحوار حول عدد الأقاليم داخل الدولة الاتحادية القادمة.