لا تقتصر شعبية ألمانيا بين السياح اليوم على اعتبارها وجهة ثقافية وحسب، وإنما أيضاً لكونها مكاناً يحبذون التسوق فيه. وتوضح بيترا هيدورفر، رئيسة مجلس إدارة المجلس الوطني الألماني للسياحة: «يعود ذلك الى معادلة السعر مقابل القيمة التي أكسبت ألمانيا سمعة جيدة جداً كوجهة للتسوق. ووفقاً لمسح حديث لمراقبة الجودة، فإن 11 في المئة من ضيوفنا الأجانب يأتون إلى ألمانيا بهدف التسوق». ووفق «غلوبال بلو»، أكبر مزود للخدمات في مجال استرداد ضريبة القيمة المضافة، فإن نسبة الإنفاق على التسوق بين الضيوف الدوليين ارتفعت في التسوق المعفى من الضرائب بنسبة 4.3 في المئة من كانون الثاني (يناير) وحتى حزيران (يونيو) 2013 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وقال تورستن ليند، الرئيس الإداري في «غلوبال بلو دويتشلاند»: «نحن سعداء جداً إزاء هذا النمو الإيجابي ونتوقع أيضاً نمواً قوياً لأرقام سياحة التسوق من الخارج خلال الأشهر المقبلة». وخلال النصف الأول من هذا العام، أنفق المسافرون القادمون من الخارج في المتوسط 317 يورو خلال عملية التسوق الواحدة المعفاة من الضرائب، علماً أن المدن المفضلة بالنسبة اليهم كانت ميونيخ وفرانكفورت وبرلين. ففي العاصمة البافارية مثلت نسبة المبيعات الخالية من الضرائب 23 في المئة مقارنة بنسبة 21 في المئة لفرانكفورت و15 في المئة للعاصمة الألمانية برلين. والجدير ذكره أن جودة المنتجات الألمانية، لا سيما الساعات والمجوهرات والموضة والمنتجات الجلدية، هي الأكثر شعبية بين المتسوقين الضيوف القادمين من الخارج. يحتل السياح الصينيون رأس القائمة في ما يخص التسوق المعفى من الضرائب، إذ أنفقوا في المتوسط 610 يورو في كل عملية شراء واحدة في ألمانيا في الفترة المشار إليها أعلاه، بارتفاع نسبته 9 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وأتى نصف الارتفاع عبر مبيعات المجوهرات والساعات، تبعتها الملابس بنسبة 19 في المئة ثم المنتجات الجلدية وإكسسوارات السفر بنسبة 10 في المئة. ويعتبر السياح الروس ثاني أكبر الضيوف المنفقين على التسوق في ألمانيا، حيث ارتفعت نسبة مبيعات التسوق المعفى من الضرائب في شكل كبير لتصل إلى 27 في المئة في الفترة ذاتها. فقد أنفق السائح الروسي في المتوسط 337 يورو في عملية الشراء الواحدة، أي بزيادة نسبتها 17.5 في المئة عن النصف الأول من العام 2012. وشكلت الملابس الاهتمام الأول بين الزوار الروس (48 في المئة)، والتي يفضلون شراءها من سلاسل مراكز التسوق الكبرى والشهيرة. كما أظهر المتسوقون الروس اهتماماً بالساعات والمجوهرات، علماً أن الوجهات المفضلة لديهم كانت ميونيخ (بنسبة 32 في المئة) ثم برلين (بنسبة 22 في المئة) ودوسلدورف (بنسبة 7 في المئة). أما الزوار الخليجيون فينظرون إلى ألمانيا على أنها جنة للتسوق. فخلال النصف الأول من العام 2013، أنفق الزوار القادمون من دول الخليج العربي في عملية التسوق المعفاة من الضرائب 308 يورو في المتوسط، وذلك على الملابس (40 في المئة)، والمنتجات في المتاجر الكبرى (18 في المئة) إلى جانب الساعات والمجوهرات. وفي هذا المجال، ارتفعت نسبة المبيعات المعفاة من الضرائب بنسبة 25 في المئة مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي وفق «بلو غلوبال». وكانت ميونيخ وجهة التسوق المفضلة للضيوف من دول الخليج العربي، حيث أتموا في العاصمة البافارية نصف عملياتهم الشرائية تقريباً. كما أن فرانكفورت ودوسلدورف كانتا من وجهات التسوق المحببة لديهم أيضاً. وتعتبر ألمانيا أيضاً وجهة شعبية جداً بين السياح السويسريين، حيث ساهم هؤلاء الضيوف القادمون من واحدة من أهم الأسواق الأوروبية المصدرة للسياحة إلى ألمانيا بنسبة 7 في المئة في مبيعات تجار التجزئة الألمان المعفاة من الضرائب وذلك خلال الأشهر الستة الأولى من العام 2013، الأمر الذي وضع الضيوف القادمين من سويسرا في المرتبة الثالثة وجعلهم الأكثر إنفاقاً في التسوق المعفى من الضرائب بين الشعوب الأوروبية. وأنفق السويسريون في ألمانيا في المتوسط 168 يورو في عملية شراء الملابس، في حين استثمروا 1,035 يورو على المجوهرات.