رسّخ أول محل عصير لقصب السكّر في عمّان ثقافة خاصة، فأصبح رواده من نخبة العاصمة الأردنية وسكانها من المريدين اليوميين والزبائن الدائمين، إلى جانب المارة الذين أصبحت كأس عصير القصب جزءاً من زيارتهم وسط المدينة. استطاع خالد سعيد محمد، وهو صاحب كافتيريا وسط البلد القديمة أن يفهم السوق، فبعد تراجع عمله في مقهاه الصغير استعاض عنه بمحل عصير سمّاه «قصب وسط المدينة». يقول: «محلي هو الأول لعصير قصب السكر افتتح وسط البلد. تراجع عملي في الكافتيريا، فغامرت بمحل عصير مخصص لقصب السكر». لقصب السكر فوائد كثيرة كما يشير خالد، «فهو مفيد لحصى الكلى والقولون ويخفض الكولسترول، ويمنع آلام المفاصل وتوتر الأعصاب، وينشط الدورة الدموية». والأهم هو أن عصير قصب السكر لم يعلَّب ولم يضفْ إليه مواد حافظة. «عصير قصب السكر لا يضر مصابي مرض السكري لأنه يحتوي على مواد سكر أولية». بعد أن اصبح محل خالد يكتظ بالزبائن، انتشرت محال عصير قصب السكر في عمّان. ويقول خالد إن أسعار عصير القصب الطبيعي في متناول الجميع «فالرواد من جميع الطبقات في الأردن، بالإضافة إلى الجمهور المميز وهم الزبائن المصريون الذين يقبلون على شرب عصير القصب مع الزنجبيل والليمون كما هو شائع عندهم في مصر». في أربع سنوات، كرّس خالد عادة جديدة بالنسبة إلى الأردنيين والمقيمين، «الوضع عندي تحسن مع مرور الوقت، عصير القصب اصبح عادة عند الأردنيين والمقيمين من الجالية المصرية الذين يعتبرون هذا العصير جزءاً من ثقافتهم الغذائية اليومية». ولأن هذا النوع من العصير يصعب تخزينه بسبب تأكسده السريع، يؤكد خالد أن «محتوى كل كأس يُعصر أمام الزبون». ويضيف: «نواب البرلمان الأردني يأتون مرتين في الأسبوع لشرب عصير القصب، كما أن شخصيات مرموقة اصبح عصير القصب جزء مهماً من يومها وحياتها لما فيه من فائدة صحية». وعن كيفية تأمين القصب يوضح: «كان القصب في البدايات شحيحاً في الأردن، وجزء كبير منه يُستورد من موطنه الأصلي مصر، إلا أن زراعته أصبحت ممكنة هنا الآن وصار متوافراً بكميات كبيرة، فهو في العادة يزرع حول شجر الموز، وأقيمت مزارع خاصة للقصب تلبّي حاجة السوق المحلي إلى حد كبير».