احتشد مئات آلاف الألمان والسياح الأجانب في برلين في بداية عطلة نهاية أسبوع يحتفى خلالها بالذكرى الخامسة والعشرين لفتح جدار برلين في التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر) 1989. وعلى الرغم من درجات الحرارة المنخفضة، توجه السياح إلى أحد المواقع الأكثر رمزية في العاصمة ساحة "بوتزدامر بلاتس" التي كانت منطقة محرمة تنتشر فيها الأسلاك الشائكة وقت تقسيم برلين، وباتت اليوم منطقة كلها مراكز تجارية ومبان مستقبلية التصاميم. وقصد سياح آخرون بوابة "براندينبورغ"، حيث من المزمع إقامة حفلات عدة غداً الأحد والتي ستطلق منها مساء أولى البالونات المضيئة على امتداد نحو 15 كيلومتراً على حدود الحائط الذي قسّم برلين إلى شطرين طوال 28 سنة من 13 آب (أغسطس) 1961 إلى 9 تشرين الثاني (نوفمبر) 1989. ومن المتوقع أن يزور مليونا شخص العاصمة الألمانية لإحياء ذكرى هذا الحدث الذي مثل نهاية الحرب الباردة وبداية إعادة توحيد ألمانيا. واعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي ترعرت في ألمانياالشرقية وبدأت مسيرتها السياسية وقت سقوط الجدار، أن برلين "هي بمثابة رمز إلى توحيد أوروبا". ومن المرتقب أن تدشن المستشارة الألمانية الأحد معرضاً تذكارياً للجدار. وشارك ميخائيل غورباتشيف (83 عاماً)، آخر زعيم للاتحاد السوفياتي الذي ساهم في الحض على إعادة توحيد ألمانيا في فعاليات عدة في هذا الخصوص، شأنه شأن ليش فاليسا الزعيم السابق لنقابة العمال البولندية "سوليدارنوسك". وفي التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر) 1989 بعد أسابيع من التظاهرات الكبيرة في ألمانياالشرقية للمطالبة بمزيد من الحرية، أعلن النظام الشيوعي فجأة أنه بات في وسع سكان هذا الشطر السفر إلى الخارج. وبعد بضع ساعات، فتح حراس الحدود الجدار. ونشرت مشاهد الملاقاة المسجلة في ذلك الحين في أنحاء العالم أجمع وظلّت مطبوعة في الأذهان في القرن العشرين.