برلين - أ ف ب - تنهي برلين التحضيرات للاحتفالات المقررة لمناسبة الذكرى العشرين لسقوط جدار برلين، وهو حدث يثير اهتماماً كبيراً في العالم ويجذب حشوداً غفيرة. ومساء التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر) 1989، شاهد العالم بذهول انتقال آلاف الأشخاص من المانياالشرقية الى المانياالغربية، بعدما قررت جمهورية المانيا الديموقراطية (الشرقية) فتح الحدود تحت ضغط الشارع. واعتباراً من السبت الماضي، بدأ عدد من الفضوليين يتجمعون لمشاهدة تساقط الف قطعة دومينو عملاقة وسط المدينة، في الموقع السابق للجدار الذي قسّم برلين بين عامي 1961 و1989. ومساء اليوم الإثنين، ستسقط قطع الدومينو الملونة والتي تحمل رموزاً مختلفة ويبلغ ارتفاعها مترين ونصف المتر، الواحدة تلو الأخرى لمسافة كيلومترين في وسط المدينة، بوصفها رمزاً لسقوط الجدار. وقالت المستشارة الألمانية انغيلا مركل في رسالتها الأسبوعية السبت الماضي ان «التاسع من تشرين الثاني 1989 اجمل يوم في تاريخ المانيا المعاصر». وأضافت مركل التي نشأت في ألمانياالشرقية ودخلت المعترك السياسي مع انهيار الستار الحديدي: «غيّر هذا اليوم حياة عدد كبير من الأشخاص، وغيّر حياتي أيضاً». وتتوجه مركل اليوم الى جسر بورنهولمر شتراسي الذي كان اول نقطة عبور حدودية فُتحت قبل 20 سنة، وتدفقت منها الحشود بأعداد غفيرة. وقالت مركل على موقعها الإلكتروني: «انضممت الى هؤلاء الأشخاص وسررت كما كثيرين لهذا اليوم الرائع». وستبلغ الاحتفالات ذروتها مساءً، مع حفلة شعبية وديبلوماسية في آن تُقام عند بوابة براندبورغ رمز المدينة الذي كان يقسمها الى قسمين. وستمثل كل دولة من دول الاتحاد الأوروبي ال27 في هذه الاحتفالات التي سيحضرها قادة الدول الكبرى الأربع التي احتلت المدينة: رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون والرئيسان الفرنسي نيكولا ساركوزي والروسي ديمتري ميدفيديف ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. وبين الشخصيات التاريخية التي ستحضر المراسم، الزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف وزعيم نقابة «التضامن» الرئيس البولندي السابق ليخ فاليسا الذي اعتبر ان غورباتشوف كان «رجلاً سياسياً ضعيفاً»، مشدداً على ان «اول جدار أُسقط هو في احواض بناء السفن البولندية عام 1980»، في اشارة الى حركة الإضراب في آب (اغسطس) 1980 وولادة نقابة «التضامن» بقيادته، وهي اول نقابة مستقلة في المعسكر الشيوعي. ويُفتتح «عيد الحرية» اليوم بحفلة موسيقية في الهواء الطلق تحييها اوركسترا اوبرا برلين بقيادة الإسرائيلي- الأرجنتيني دانيال بارنبويم، عند بوابة براندبورغ. ثم يلقي مسؤولون المان وأجانب خطابات، قبل انهيار مئات من قطع الدومينو. وستُطلق الألعاب النارية وتُشكل سلسلة بشرية تضم آلاف الألمان والأجانب، في الموقع السابق للجدار. وتتوقع البلدية مشاركة 100 الف شخص في الاحتفالات الليلية «اذا سمحت الأحوال الجوية بذلك». وبلغت حجوزات الفنادق ذروتها بسبب تقاطر عدد كبير من السياح من كل انحاء العالم، اضافة الى وفود اعلامية لتغطية هذا الحدث التاريخي ببرامج خاصة. في غضون ذلك، أبدى رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الذي كان عنصراً في جهاز الاستخبارات الروسي (كي جي بي) سابقاً وعمل في دريسدن خلال الحكم الشيوعي، «حنيناً» الى تلك الفترة. وقال في فيلم وثائقي بعنوان «الجدار» حول اقامته في تلك المدينة بين 1985 و1990: «ما زلت اذكر هذه المشاعر الحارة وهذا الود. استذكر كل ذلك. وفي هذا الشأن، هناك شعور بالحنين». وأضاف: «لكننا نرى كيف تتطور الجمهورية الاتحادية الآن، ونحن سعداء لإقامة علاقات جيدة معها على قاعدة جديدة. ان ذلك يجعل من حنيني أمراً ثانوياً». واعتبر ان النتيجة الرئيسة لسقوط جدار برلين، هي «نوعية جديدة من العلاقات بين روسياوألمانيا». وقال: «مهما حصل في المانيا، هناك دائماً تفاهم داخلي في ما يتعلق بتطوير العلاقات مع روسيا».