اختتم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي القمة الثلاثية التي جمعته برئيس جمهورية قبرص نيكوس اناستاسيادس ورئيس وزراء اليونان أنتونيس ساماراس ظهر اليوم السبت في مقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة والتي تناولت سبل التعاون وكيفية تعزيز العلاقات بين البلدان الثلاثة. وقال السيسي خلال مؤتمر صحافي مشترك "إن مصر استضافت اليوم أول قمة تجمع مصر، تدشيناً لمرحلة جديدة من التعاون الثلاثي الذي بدأ منذ أكثر من عام مع دولتين من الدول الأكثر دعماً لمصر لاستكمال خارطة المستقبل وفهم حقيقة ما تمر به البلاد، وتعاوناً في مجالي الإستثمار والتجارة"، مشيراً إلى أن المباحثات "شهدت تطابقاً في وجهات النظر إزاء المواضيع المطروحة كافة". وأضاف أنه بدا أثناء المشاورات، "عزم الدول الثلاث على تطوير العلاقات في مختلف المجالات إنطلاقاً من المصالح المشتركة والإستفادة القصوى من جهود التنمية الإقتصادية والاجتماعية والثقافية بما يمثل نموذجاً إقليمياً والعمل على تفعيل الاستفادة الكاملة من الاتفاقات الموقعة في كل المجالات وهو ما ينبع من الاحترام لقواعد القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة، وخصوصاً سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية". وأوضح الرئيس المصري أن ناقش مع الرئيسين القبرصي واليوناني القضية الفلسطينية وجهود السلام والتطورات في كلّ من سورية والعراق ومكافحة الإرهاب والقوى الداعمة له وسبل تعزيز هذه الجهود، بالإضافة إلى دعم شرعية المؤسسات المنتخبة في ليبيا. من جانبه، قال الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس خلال المؤتمر الصحفي "إن القمة دليل على الإلتزام بدعم وتعميق التعاون بين الدول الثلاث"، موضحاً أن "هذا التوجه يستند إلى أولويات دولنا واهتمامها المشترك والتنسيق في ظل احترام القانون الدولي والشرعية، واتخاذ مبادرات لدعم الشراكة فى مجالات التجارة والصناعة والطاقة والسياحة والنقل البحري، وإقامة جبهة مشتركة لمواجهة أخطار الإرهاب والتفرقة على أساس الدين في منطقة شرق الأوسط، بالإضافة إلى أن التعاون يهدف لأن يكون نموذجاً للتعاون الإقليمي البناء في منطقتنا الحساسة". ولفت إلى مناقشة دعم التعاون في مجال الطاقة في ظل اكتشافات مهمة من البترول والغاز في منطقة شرق الأوسط من المحتمل أن تشكّل دعامة للتعاون المشترك في المنطقة، موضحاً "انه جرى بحث عملية السلام في الشرق الأوسط، والتأكيد على ضرورة التوصل إلى سلام شامل ودائم على أساس إقامة دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل في إطار القرارات الدولية ذات الصلة". ومن جانبه، عبّر رئيس وزراء اليونان أنتونيس ساماراس عن رفضه تجاوزات تركيا تجاه قبرص، داعياً إلى تدشين تعاون طويل وعميق لتوطيد العلاقات المشتركة مع التركيز على التصدي للإرهاب والأيديولوجية التي تكرّس العنف والرعب. وقال رئيس وزراء اليونان "إن اليونان وقبرص توليان اهتماماً خاصاً لحماية مصر للمسيحيين الذين أصبحوا مهددين بالطرد من دولهم"، لافتاً إلى أن اللقاء تطرّق إلى التعاون في مجال الطاقة وثروات البحر المتوسط لصالح تأمين الطاقة لجميع دول الاتحاد الأوروبي أيضاً. ودعا إلى تفهم أن اليونان وقبرص سيدعمان مصر أمام الاتحاد الأوروبي لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط". وأضاف أن المؤتمر الاقتصادي في مصر 2015 سيكون فرصة لإجراء محادثات خاصة بالمجال الإقتصادي.