طالبت وزارة الداخلية في الحكومة التي تقودها حركة «حماس» في قطاع غزة السلطات المصرية بفتح معبر رفح الحدودي على مدار الساعة في كلا الاتجاهين، في وقت اقتحم عشرات الفلسطينيين العالقين في القطاع باحات المعبر في محاولة للمغادرة. وأعرب وكيل الوزارة كامل أبو ماضي عن استغرابه من تذرع السلطات المصرية «بتعطل شبكة الحواسيب للمسافر المغادر من دون الوافد». وقال خلال مؤتمر صحافي أمس إن «الحال الإنسانية تفاقمت داخل القطاع» بسبب تقليص أعداد المغادرين، مضيفاً أن «المعبر لم يفتح أبوابه سوى ستة أيام منذ بداية الشهر». ودعا المسؤولين المصريين إلى «مراعاة ظروف غزة، وفتح المعبر على الدوام»، مطالباً بالإسراع في ذلك «لوقف التداعيات الخطيرة على حياة الفلسطينيين». بدوره، اعتبر مدير هيئة المعابر والحدود ماهر أبو صبحة أن «المعبر يشهد حركة بطيئه غير مسبوقة، ولم يستقبل الجانب المصري (أول من) أمس سوى حافلة واحدة من أصل ثمانٍ، وهذا لا يكفي في ظل تكدس أعداد المسافرين». وأشار الى أن المحتاجين للسفر هم المرضى وحاملو الاقامات في الخارج والطلاب»، مشدداً على أن «المعبر مفتوح شكلاً أمام الرأي العام ومغلق مضموناً». ولفت الى أن «كشوف الوزارة تضم أكثر من 5500 مسافر بحاجة ملحة للسفر»، داعياً السفير الفلسطيني في القاهرة بركات الفرا الى «وقف حملات المزايدات والتحريض على غزة وضرورة العمل على فتح المعبر والتواصل مع الجهات السيادية المصرية لتسهيل معاناة المواطنين لا استخدامها سياسياً». في هذه الأثناء، غادر القطاع أمس نحو 180 مسافراً فقط في ثلاث حافلات، فيما تدفق عشرات المسافرين الغاضبين ظهر أمس على المعبر للمطالبة بالضغط على الجانب المصري لفتحه. تظاهرة في المعبر وقال شهود إن عشرات الراغبين في السفر من الطلاب والمرضى وحاملي الاقامات والحالات الانسانية الصعبة تظاهروا في المعبر بعدما تمكنوا من تجاوز بوابته من الجانب الفلسطيني، على رغم الوجود المكثف لقوات الأمن التابعة لحكومة «حماس». وطالب المتظاهرون «بفتح المعبر» لأن من حقهم السفر والتنقل وفق الأعراف والقوانين الدولية كافة، داعين الحكومة الى الضغط على الجانب المصري بشتى السبل لتأمين سفرهم. يذكر انه منذ عزل الرئيس «الإخواني» محمد مرسي في الثالث من تموز (يوليو) الماضي، تم إغلاق المعبر فترات طويلة متقطعة. تدمير الانفاق الى ذلك، قال تقرير صادر عن مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية «أوتشا» إن «الجيش المصري دمر 300 نفق» أسفل الحدود بين قطاع غزة ومصر منذ عزل مرسي، مضيفاً أن «عشرة أنفاق فقط لا تزال تعمل حتى الآن». وأشار تقرير «أوتشا» الى أن «نحو 350 ألف ليتر من الوقود يدخل القطاع يومياً في ظل انخفاض نشاطات الانفاق، بما في ذلك الوقود المخصص لمحطة كهرباء غزة مقارنة بمليون لتر يومياً قبل حزيران (يونيو) الماضي». ولفت إلى أن «سلطة الطاقة، وعلى رغم الارتفاع الطفيف الذي طرأ على مخزون الوقود في المحطة هذا الأسبوع من صفر إلى 500 ألف لتر، إلا أنها استمرت بالعمل بنصف قدرتها التشغيلية، ما نتج منه انقطاع التيار الكهربائي نحو 12 ساعة يومياً، وفي بعض المناطق 16 ساعة». وأضاف أن «دخول مواد البناء بكميات محدودة استمر عبر الحدود حيث دخل نحو 200 طن من مواد البناء، خصوصاً الإسمنت، مقارنة بالمتوسط اليومي وهو سبعة آلاف و500 طن قبل حزيران (يونيو) الماضي وفق اتحاد الصناعات الفلسطينية، ما أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار مواد البناء وانخفاض نشاطات البناء».