تمر أيام شهر رمضان بسرعة، مُتسببة في المزيد من المخاوف للآباء والأمهات، فيما تنتاب الطلاب والطالبات مشاعر «القلق»، فأيام عيد الفطر، التي تتبع الشهر الفضيل، تقترب كثيراً، وبعدها سينطلق الموسم الدراسي في موعده المقرر سلفاً. ويراود الكثيرين أمل في إصدار قرار بتأجيل الدراسة، ولو في اللحظات الأخيرة، أسوة بدول أخرى اتخذت القرار ذاته، خوفاً من وباء «أنفلونزا الخنازير»، الذي ينتشر في شكل «مُقلق»، وبخاصة ان بدء العام الدراسي سيتزامن مع بداية فصل الخريف، الذي تشهد فيه معدلات الإصابة ب»الأنفلونزا» ارتفاعاً كبيراً. ويخشى الكثيرون من أن يفقد عيد الفطر لهذا العام طعمه، وبخاصة أن أيامه هي المحطة الأخيرة في الإجازة الصيفية، وبعدها ستفتح المدارس أبوابها للطلبة، في موسم دراسي «مُغاير للمواسم السابقة» بحسب البعض، بسبب ظهور «أنفلونزا الخنازير» الذي أصابت إلى الآن 3500 شخص في السعودية، وتسببت في وفاة أكثر من 25 شخصاً. وتحلم إيمان عبد الرحمن، أن ترى ابنها الصغير طالب علم للمرة الأولى في حياته، لكن «كابوساً مخيفاً» يراودها بسبب هذا الوباء، حتى باتت تفضل أن يبقى صغيرها في حضنها على أن يذهب إلى مدرسته. وتقول: «ابني سيلتحق في الصف الأول الابتدائي هذا العام، ومنذ أكثر من عام، وأنا أحكي له عن المدرسة، وأهميتها لتعليم الصغار، لدرجة انه كان يسأل عن موعد الدراسة كل يوم، وأنا أردد له الإجابة نفسها «قريباً»»، مؤكدة أنه لطالما «حلمتُ باليوم الأول للدراسة، وأنا أستيقظ مبكراً، لأجهز ابني للمدرسة، وأحضر له حقيبته وأفطاره، ثم أمسك بيديه، وأودعه إلى مدرسته، ثم أنتظر عودته من المدرسة مبتسماً، يحكي لي عما فعل في يومه الدراسي، قبل أن أذاكر له دروسه وواجباته، بيد أن هذا الحلم لا أريده أن يتحقق في هذه الأيام، فأنا أخشى على صغيري من «أنفلونزا الخنازير». كما أخشى على كل الطلاب والطالبات، وبخاصة الصغار منهم، الذين لم يستوعبوا كيف يقوا أنفسهم من هذا الوباء». ويؤمن خالد منصور، أن قرار تأجيل الدراسة «سيأتي في اللحظات الأخيرة من الإجازة الصيفية، فالأمل كبير في أن يُعلن هذا القرار بين لحظة وأخرى، فمن الصعب علينا كآباء أن نطمئن على أبنائنا في مدارسهم، مع انتشار هذا الوباء»، مؤكداً أن «طالباً واحداً مصاباً بالمرض، في مدرسة ما، كفيل بنقل العدوى إلى عشرات الطلاب، والمعلمين والمعلمات في أقل من ساعة، وهؤلاء المصابون الجُدد، سينقلون بدورهم العدوى إلى بقية أفراد أسرهم، عندما يعودون إلى منازلهم، عندها سيكون الأمر شائكاً ومعقداً، وسنندم على عدم تأجيل الدراسة في وقت لن ينفع معه الندم». ويسأل خالد: «بعض الدول المجاورة أجلت الدراسة في مدارسها، خوفاً من اتساع رقعة «أنفلونزا الخنازير»، فلماذا لم نفعل الأمر نفسه؟ وما المعطيات والإمكانات التي نملكها، التي تجعلنا مطمئنين على أن أبنائنا الطلاب، سيكونون في منأى عن الإصابة بالمرض في البيئة المدرسية؟»، مشيراً إلى أن خطة وزارة التربية والتعليم التي أعلنت عنها قبل أيام، فيها «الكثير من القصور والسلبيات»، مؤكداً أن هذه الخطة «تتغافل عن التعامل مع كل الافتراضات والاحتمالات، كما تتغافل عن التعامل الأمثل في توعية الطلاب الصغار في المرحلة الدراسية المبكرة، التي يحتاج كل طالب فيها إلى مرافق يوجهه ويعلمه»، متسائلاً: «ماذا ستفعل إدارة المدرسة اذا ساورها الشك في إصابة طالب ما، هل ستذهب به إلى المستشفى، أم ستكتفي بإبلاغ وذويه كي يحضروا لتسلمه؟ وهل سيكون في كل مدرسة طبيب لمعرفة المصابين، أم سيترك الأمر لاجتهادات المعلمين والمعلمات، الذين أوقن أنهم سيرتعبون مع كل عسطة صادرة من طالب ما أمامهم؟».